رغم أن التقييم الأخير لشركة “تيك توك” في السوق الأمريكية جاء أقل من التوقعات، إلا أن قراءة تفاصيل الصفقة المرتقبة تكشف، بحسب خبراء، أنها قد تمثل فرصة لصالح الشركة الأم “بايت دانس” (ByteDance) أكثر مما تبدو خسارة لها.
تفاصيل إعادة الهيكلة
يوسف حميد الدين، المدير الشريك في VentureX، أوضح أن الخطة المطروحة تتضمن تقسيم أعمال “تيك توك” في الولايات المتحدة إلى مسارين. الأول تحتفظ فيه ByteDance بقطاع الإعلانات والتسويق، الذي يشكل المحرك الأكبر للأرباح بالنظر إلى وجود أكثر من 170 مليون مستخدم أمريكي. أما المسار الثاني, فيتعلق بالبنية التحتية للتطبيق من استضافة سحابية وإدارة بيانات وأنظمة امتثال. وهي أنشطة أقل ربحية ستدار بالتعاون مع شركتي Oracle وSilver Lake.
مكاسب مالية مباشرة
وبين حميد الدين أن هذا الترتيب يتيح لـ “بايت دانس” الاحتفاظ بما يقارب 50% من الأرباح المحققة داخل السوق الأمريكية. وهو ما يجعل الصفقة تبدو أقرب إلى تعزيز لمكانة الشركة الصينية بدلاً من التضييق عليها.
المستخدمون لن يشعروا بالفارق
على صعيد تجربة المستخدم. يرى حميد الدين أن التغييرات المباشرة ستكون محدودة، حيث ستظل الخوارزميات تحت إدارة خاضعة لرقابة مرخصة من “أوراكل”. لكنه لفت إلى أن تأثير “تيك توك” كمنصة إخبارية يعتمد عليها نحو 20% من الأمريكيين قد يتأثر لاحقاً بقرارات تنظيمية أو سياسية. وهو ما قد يفتح الباب أمام بعض المنصات المنافسة للاستحواذ على جزء من السوق الإعلاني.
مستقبل الصفقة ودور أوراكل
وأشار حميد الدين إلى أن المرحلة المقبلة ستحدد ما إذا كانت الصفقة ستنفذ بالشكل الذي طرح. لكنه شدد على أن دخول “أوراكل” على خط إدارة البنية التحتية يعكس تحولها الاستراتيجي نحو قطاع الحوسبة السحابية. خاصة بعد شراكاتها مع شركات تقنية كبرى مثل OpenAI. وهو ما ينسجم مع احتمالات إدارة جزء من عمليات “تيك توك” داخل أمريكا.