الصندوق السيادي السعودي يتجه لإصدار سندات خضراء مقومة باليورو على شريحتين

في خطوة جديدة تعزز حضوره في أسواق المال العالمية، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن تحديد سعر استرشادي أولي لإصدار سندات خضراء بالحجم القياسي مقومة باليورو. الإصدار يأتي ضمن مساعي الصندوق لتنويع مصادر التمويل، وتوجيه عائداته نحو مشاريع تحقق أهداف الاستدامة والاقتصاد الأخضر.

تفاصيل الشريحتين

ووفق ما ذكرته خدمة “اي.إف.ار” المتخصصة في أخبار أدوات الدخل الثابت، فقد حدد الصندوق السعر الاسترشادي للشريحة الأولى، لأجل سبع سنوات. عند 125 نقطة أساس فوق متوسط أسعار مبادلة الفائدة الثابتة والمتغيرة. أما الشريحة الثانية. التي تستحق بعد ثلاث سنوات، فقد تراوح سعرها بين 90 و95 نقطة أساس فوق المعيار نفسه. ومن المتوقع أن يتم إغلاق وتسعير الصفقة بشكل نهائي في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، بحسب وكالة “رويترز”.

تعزيز ثقة المستثمرين الدوليين

يمثل إصدار السندات الخضراء دليلاً على استمرار اهتمام المستثمرين العالميين بالصندوق السعودي، الذي يعد من بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. كما يفتح الباب أمام جذب مزيد من الاستثمارات الأوروبية التي تولي اهتماماً متزايداً بالأدوات المالية المرتبطة بالاستدامة. خاصة في ظل الاتجاه العالمي لتقليل الانبعاثات وتمويل مشروعات الطاقة النظيفة.

صندوق الاستثمارات العامة السعودي

ارتباط بالإستراتيجية الوطنية

هذه الخطوة لا تأتي بمعزل عن التوجهات الوطنية. حيث تتماشى مع رؤية السعودية 2030، التي تركز على التنويع الاقتصادي وتعزيز مبدأ التنمية المستدامة. ومن المرجح أن يتم توجيه جزء كبير من عوائد هذه السندات إلى مشاريع استراتيجية تشمل البنية التحتية المستدامة، والمجمعات العمرانية الذكية، والمبادرات البيئية.

دور السندات الخضراء في تمويل المستقبل

شهدت أدوات الدين الخضراء نمواً ملحوظاً على مستوى العالم خلال السنوات الماضية. إذ باتت خياراً رئيسياً أمام المؤسسات والصناديق الباحثة عن استثمارات تحقق مردوداً اقتصادياً وبيئياً في الوقت نفسه. وللمستثمرين الأوروبيين على وجه الخصوص. يمثل إصدار الصندوق السعودي فرصة للدخول في سوق واعد، يجمع بين قوة الاقتصاد السعودي ودوره المحوري في مشروعات التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة.

تنويع قنوات التمويل

من خلال هذا الإصدار، يواصل صندوق الاستثمارات العامة استراتيجيته في تنويع أدوات الدين. بعد أن سجل نجاحات بارزة في الطروحات المقومة بالدولار خلال الأعوام الماضية. ويمثل الدخول إلى سوق السندات باليورو توسعاً إضافياً يرفع من مرونة الصندوق. ويعزز مكانة السعودية كوجهة آمنة للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والعوائد طويلة الأجل.