أكدت كريستالينا غورغيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، أن الصندوق سيكثف جهوده مع مجموعة العشرين من أجل وضع أزمة الديون العالمية على رأس أولوياتها، خاصة في ظل الضغوط التي تواجهها الاقتصادات النامية نتيجة ارتفاع مستويات الدين وتباطؤ النمو.
تباطؤ النمو ومخاطر الركود
وخلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، أوضحت غورغيفا أن المشهد الاقتصادي العالمي يزداد تعقيداً. وقالت: “النمو بطيء، والديون مرتفعة، ومخاطر الركود المالي حقيقية”. وأضافت أن الصندوق يعمل مع البنك الدولي على رصد الدول التي تعاني من أزمات سيولة حادة لتقديم الدعم الفني والمالي اللازم لها.
الرسوم الأمريكية وتصاعد التوتر التجاري
وأشارت غورغيفا إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة كان تأثيرها أقل من المتوقع، لكنها شددت على أن حالة عدم اليقين لا تزال تهيمن على الأسواق. خاصة بعد تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين.
ويأتي ذلك بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية. رداً على قيود الصين على صادرات المعادن النادرة. وهو ما أثار مخاوف من موجة جديدة من الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
اجتماعات دولية وسط أجواء مضطربة
وتُعقد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة من 13 إلى 18 أكتوبر 2025، بمشاركة أكثر من 10 الاف مسؤول وخبير من نحو 190 دولة.
وتناقش الاجتماعات مجموعة من الملفات الحساسة. أبرزها الديون العالمية، التضخم، النمو الاقتصادي، وتداعيات التوترات الجيوسياسية والتجارية.
الاقتصاد العالمي يظهر صموداً نسبياً
ورغم التحديات، أكد صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي ما زال يتمتع بقدر من المرونة. متوقعاً أن يبلغ معدل النمو خلال عام 2025 نحو 3%.
لكن الصندوق حذر في الوقت ذاته من أن استمرار ارتفاع مستويات الديون وتباطؤ وتيرة الإصلاحات في بعض الدول قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط على الأسواق المالية. داعياً إلى تعاون دولي أوسع لضمان استقرار النظام المالي العالمي.