في خطوة مهمة تهدف إلى تحديث قدراتها الدفاعية. بدأت مصر تتسلم الدفعة الأولى من أصل 40 طائرة مقاتلة صينية من طراز J-10CE. هذه الطائرات، التي تُصنف ضمن الجيل الرابع والخامس. تأتي مزودة بترسانة متقدمة من الصواريخ تشمل PL-15 وPL-17. وذلك في إطار صفقة عسكرية تم إبرامها في أكتوبر الماضي.
تأتي هذه الصفقة في وقت تسعى فيه القوات الجوية المصرية (EAF). إلى تحديث أسطولها الجوي الضخم. تواجه القاهرة تحديًا في الموازنة بين الحاجة إلى تكنولوجيا متطورة. والقيود المفروضة على الميزانية. بالإضافة إلى الحفاظ على توازن دبلوماسي دقيق في علاقاتها الدولية.
الصين: بديل استراتيجي لمصر
برزت الصين كبديل جذاب ومناسب لمصر في مجال توريد الأسلحة. وذلك بفضل سياستها القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ونهجها الاستراتيجي في تصدير الأسلحة الذي لا يفرض شروطًا سياسية على المشترين. وهذا النهج يختلف عن سياسات بعض الدول الغربية، كما يمنح مصر مرونة أكبر في تعزيز قدراتها الدفاعية.
إلى جانب ذلك. لذلك تتميز العروض الصينية بأسعار تنافسية وتكنولوجيا يعتبرها بعض الخبراء معادلة. أحيانًا في بعض الجوانب على العروض الروسية. لذلك بكين موردًا مغريًا لتلبية الاحتياجات الدفاعية المصرية المتزايدة. مع اهتمام خاص بمقاتلات J-10C وFC-31.
مقاتلة J-10C: القدرات والتحديات
تعد الـ J-10C مقاتلة متعددة المهام من الجيل 4.5. وتم تطويرها بواسطة شركة Chengdu Aircraft Industry Corporation (CAC) الصينية. وتعمل الطائرة بمحرك صيني من طراز WS-10B. كذلك تصل سرعتها القصوى إلى حوالي 2.0 ماخ. مع مدى تشغيلي يبلغ 1,850 كيلومترًا. مما يمنحها قدرات قتالية وملاحية مميزة.
من أبرز مميزات الـ J-10C. هو تزويدها برادار KLJ-7A من نوع AESA (رادار مسح إلكتروني نشط). الذي يُعد أكثر تطورًا من الرادارات التقليدية PESA الموجودة في طائرات. مثل ميغ-29 ومع ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن هذا الرادار لا يزال يواجه بعض القيود. فقد أظهرت مناورات سابقة مع مقاتلات Gripen-C التايلاندية أن رادارات AESA في طائرات J-10C وJ-11A/B الصينية كانت أقل كفاءة من رادار PS-05/A mk.4 PESA الأقدم.
أسفرت هذه الاختبارات عن نتائج مثيرة للجدل للصين. في القتال القريب والبعيد. حيث يُزعم أن طائرات J-10A/B خسرت بنتيجة 40-0 أمام مقاتلات Gripen التايلاندية. خاصًة فيما يتعلق بالحرب الإلكترونية.
على الرغم من ذلك، تتمتع الـ J-10C بقدرات حرب إلكترونية متقدمة. كذلك بوجود حواضن استطلاع إلكتروني. بالإضافة إلى مستشعر تتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST). مما يعزز من قدرتها على اكتشاف الأهداف والاشتباك معها. بفعالية في بيئات قتالية متنوعة ومعقدة.
تعزيز الأسطول بدلاً من الاستبدال
لذلك تُظهر التقارير أن اهتمام مصر بشراء 11 طائرة J-10C يهدف إلى تعزيز أسطولها الجوي الحالي. وليس بالضرورة لاستبدال مقاتلات ميغ-29 الموجودة لديها. يسمح هذا النهج للقوات الجوية المصرية بتحديث قدراتها التكنولوجية وإضافة مقاتلات متقدمة. مع الحفاظ على التوازن بين التكلفة والكفاءة. وتجنب أي فراغ في القدرات العملياتية خلال فترة الانتقال.
بينما تؤكد هذه الصفقة على التوجه المصري نحو تنويع مصادر التسليح. وتعزيز الشراكات الدفاعية مع دول مثل الصين. بما يخدم استراتيجيتها في بناء قوات مسلحة حديثة وقادرة على مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية.