في لحظة تختلط فيها مشاعر الفخر بالحزن، أعلن النجم التونسي علي معلول.
نهاية مشواره مع النادي الأهلي، بعد 9 سنوات حافلة بالبطولات والإنجازات والعطاء داخل جدران القلعة الحمراء.
ومنذ انضمامه إلى صفوف الأهلي في صيف 2016، قادمًا من الصفاقسي التونسي.
نجح معلول في ترسيخ اسمه كأحد أبرز اللاعبين في تاريخ النادي، ليس فقط بأرقامه اللافتة، وإنما بانتمائه وروحه العالية داخل الملعب وخارجه.

على معلول
جمهور الأهلي العظيم
تم تبليغي رسمياً بانتهاء مشواري مع الأهلي
أيها الجمهور الوفي، طيلة كل هذه السنوات كنتم لي الوطن حين ابتعدت المسافات، والدفء حين قست المباريات، صدقوني لم أكن وحدي يوماً.
كنتم ظهري حين انحنت الأيام، وقلبي حين عزّ الثبات، وهتافكم كان الأمل الذي لا يخيب، والمحبّة التي لا تشترى.
فإن كانت المسيرة تقاس بالسنوات، فإن ما بيننا لا يقاس إلا بالمحبة والوفاء.

على معلول
منذ أن وضعت قدمي في قلعة الأهلي صيف 2016، أدركت أنني لم أوقع عقداً مع نادٍ، بل دخلت في عهد مع أمة كاملة، اسمها الأهلي.
تسع سنوات مرت، كأنها طرفة عين، من الصعب وضعها في كلمات.
لكنها كانت مليئة بكل ما يجعل الحياة حياة، الفرح، الدموع، الصعود، السجود بعد الأهداف، والانتماء الذي لا يشترى.
لم أكن يوماً لاعباً محترفاً فقط، كنت عاشقا يرتدي القميص الأحمر كما يرتدى القلب.
عشت كل دقيقة في التتش بروح طفل، نشأ في مدرجات الدرجة الثالثة، وتعلم معنى أهلاوي قبل أن يتعلم المشي.
واليوم، وأنا أكتب كلماتي الأخيرة بقميص الأهلي، لا أودع نادياً فقط، بل أودع جزءا من روحي.
يا جمهور الأهلي، أنتم المعنى كله، كنتم العون في كل تواجد، والصبر في كل لحظة غياب، والسند في كل مباراة كتب فيها المجد.
لم أكن وحدي حين سجلت أهدافي، أو مررت كراتي الحاسمة، بل كنتم معي في كل مرة ارتفعت فيها راية الأهلي، تشاركونني المجد، وتغفرون لي التعثر، وتمنحونني حب لا يرد.
أهداف علي معلول وبطولاته
سجلت 53 هدفاً، وصنعت 85 لزملائي، ورفعت 22 بطولة، ولم يكن منها ما يضاهي بطولة محبتكم.
كنت شاهد وصانع في واحدة من أعظم فترات الأهلي، وبقي اسم علي معلول ضمن سطور المجد، لا لشيء سوى لأنني كنت منكم ولكم وبينكم.
اليوم، أكتب لكم خبر رحيلي والدمع يزاحم الحبر، لكني أمضي وأنا مطمئن.
لأن قلبي سيبقى في مدرجاتكم، وصوتكم سيظل في أذني.
لا أبالغ حين أقول إنني وجدت في الأهلي بيتاً أكبر من كل البيوت، ووطن ثانيًا صدق الانتماء له كأنه الأول.
إلى أهلي وزوجتي وابنائي، إلى زملائي وأصدقائي، إلى الإدارة والعاملين في النادي، إلى كل من عملت معهم… شكراً لأنكم كنتم عائلتي.
أما الجمهور، فأقول لهم، آن الأوان أن يغادر جسدي، لكنى أترك قلبي وظلي في التتش.
وأمنح دعائي لكل من يرتدي القميص من بعدي، أن يحمله كما حلمنا دائماً… نحو القمة.
أنا راحل، لكن الحب باقٍ
أحبكم للأبد
على معلول