يشهد سوق وول ستريت حالة من القلق مع تصاعد التحذيرات من دخولها في مرحلة “فقاعة”. نتيجة الارتفاع المفرط في مكررات الأرباح والاعتماد الكبير على قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق. أكد ريان ليمند، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة NeoVision لإدارة الثروات، أن الوضع الحالي قد يشكل خطراً متزايداً على المستثمرين الأفراد إذا لم يتجهوا إلى التنويع وتقليل المخاطر.
فقاعة استثمارية تلوح في الأفق
أوضح ليمند أن حجم الاستثمارات المركزة في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وصل إلى مستويات غير مسبوقة. وهو ما جعل السوق الأميركية عرضة لتقلبات حادة. وأضاف أن الاندفاع وراء أسهم الشركات التقنية يعكس حالة من التفاؤل المفرط، شبيهة بتجارب سابقة مثل فقاعة الإنترنت في بداية الألفية. وأكد أن أي تباطؤ في أرباح هذه الشركات قد يؤدي إلى تصحيح عنيف، ينعكس سلباً على المستثمرين الأفراد وصناديق الاستثمار.
أهمية تنويع المحافظ
شدد ليمند على أن الحل الوحيد لتقليل المخاطر يكمن في تنويع المحافظ الاستثمارية. بحيث لا تتركز في قطاع واحد. وأشار إلى أن توزيع الاستثمارات بين عدة مجالات، مثل الطاقة. والسلع الأساسية، والمعادن الثمينة، والأسواق الناشئة، يساعد على تحقيق التوازن وتقليل الخسائر المحتملة. كما لفت إلى أن بعض المستثمرين ينجذبون سريعاً وراء قصص النجاح السريعة لشركات الذكاء الاصطناعي. لكنهم يتجاهلون حقيقة أن السوق لا يمكن أن يستوعب نمواً متسارعاً بهذا الشكل إلى ما لا نهاية.
الذهب في مسار صاعد
وعن المعادن الثمينة، توقع ليمند أن يتجه الذهب نحو مستويات تاريخية قد تصل إلى 4000 دولار للأونصة. مدفوعاً بمزيج من التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وأوضح أن الذهب ما زال يمثل الملاذ الامن الأول للمستثمرين في ظل عدم اليقين الاقتصادي. خصوصاً مع ارتفاع مستويات الديون وتزايد المخاطر التضخمية.
احتمالات جني أرباح قصيرة الأجل
رغم التوقعات الإيجابية على المدى الطويل. أشار ليمند إلى أن الذهب قد يواجه بعض الضغوط في المدى القصير نتيجة عمليات جني أرباح من قبل المستثمرين الذين استفادوا من موجة الصعود الأخيرة. إلا أنه أكد أن هذه التراجعات المؤقتة لن تؤثر في الاتجاه العام الصاعد للذهب، الذي يظل مدعوماً بالطلب العالمي المستمر.
قراءة أوسع للمشهد
تعكس تصريحات ليمند حالة الانقسام في الأسواق العالمية، حيث يتدفق رأس المال بكثافة إلى شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. في حين يتجه جزء اخر نحو الأصول الامنة مثل الذهب. وبينما يترقب المستثمرون خطوات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة بشأن الفائدة.