تستضيف العاصمة البريطانية لندن اليوم الأربعاء الجولة الثانية من المحادثات بين أوكرانيا وشركائها الغربيين، وذلك في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع روسيا. وتأتي هذه المحادثات في وقت تتصاعد فيه التوترات الميدانية، حيث استأنفت روسيا غاراتها الجوية على الأراضي الأوكرانية بعد هدنة قصيرة شهدتها المنطقة بمناسبة عيد الفصح.
لندن تستضيف الجولة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار
أعلن مسؤول أوكراني عن انعقاد هذه الجولة الهامة من المحادثات في لندن اليوم، دون الكشف عن التشكيلة الرسمية للوفد الأوكراني المشارك. وتهدف هذه الاجتماعات إلى بحث سبل إنهاء الصراع والتوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار تحظى بقبول الأطراف المعنية.
المحادثات تأتي وسط استئناف روسيا لغاراتها الجوية بعد هدنة الفصح
يُلقي استئناف روسيا لغاراتها الجوية بعد الهدنة القصيرة بظلاله على أجواء المحادثات، ويزيد من تعقيد المشهد. ففي حين تتجه الأنظار نحو المسارات الدبلوماسية، تستمر العمليات العسكرية على الأرض، مما يؤكد على التحديات الكبيرة التي تواجه جهود السلام.
مباحثات باريس لم تسفر عن تقدم كبير.. والشركاء الغربيون يسعون لإسماع صوتهم
تأتي جولة لندن اليوم امتدادًا لاجتماع سابق عقد في باريس الخميس الماضي (الأسبوع الماضي)، جمع الأوكرانيين والأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين بهدف المضي قدمًا في مسار المفاوضات. إلا أن الاجتماع السابق لم يسفر عن تقدم يذكر في مفاوضات وقف إطلاق النار التي بدأتها واشنطن. ويحرص الشركاء الأوروبيون على إسماع صوتهم والمشاركة بفعالية في هذه المحادثات، خاصة بعد مرور ثلاث سنوات على الغزو الروسي لأوكرانيا.
الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب على الطاولة.. وترقب لتشكيلة الوفد الأوكراني
خلال محادثات باريس، عرض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطة واشنطن لإنهاء الحرب، إلا أن هذه الخطة لم تحقق اختراقًا ملحوظًا في ذلك الاجتماع. وبينما لم يتم تأكيد تشكيلة الوفد الأوكراني رسميًا، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن كييف ستمثل في محادثات لندن بمسؤولين رفيعي المستوى، من بينهم المسؤول عن الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك، والمستشار العسكري الرئاسي بافلو باليسا، ووزيري الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا والدفاع رستم أوميروف.
زيلينسكي يأمل في “وقف إطلاق نار غير مشروط” وبوتين مستعد للبحث بشروط
على الصعيد السياسي، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين الماضي عن أمله في التوصل إلى “وقف إطلاق نار غير مشروط”. وأكد رغبته في الحصول على “رد واضح” من الجانب الروسي على اقتراحه بشأن هدنة جديدة في الهجمات ضد البنى التحتية المدنية، وذلك بعد أن أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رغبته في دراسة هذا الاقتراح.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف يوم الثلاثاء أن بوتين مستعد لبحث الأمر، لكن موسكو تريد أولًا أن تعرف ما إذا كان الجانب الأوكراني مستعدًا لمثل هذا الوقف في إطلاق النار. كما أشار بيسكوف إلى ضرورة التفرقة بوضوح بين المنشآت المدنية التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية وتلك التي لا يمكن استخدامها فيها، في إشارة إلى الهجمات على البنى التحتية.
اتهامات متبادلة بانتهاك هدنة الفصح تزيد من تعقيد المشهد
شهدت هدنة عيد الفصح القصيرة تبادلًا للاتهامات بين موسكو وكييف بانتهاكها. وتزيد هذه الاتهامات المتبادلة من حالة عدم الثقة بين الجانبين، مما يجعل مهمة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أكثر تعقيدًا وصعوبة.
ترامب يأمل في اتفاق “هذا الأسبوع”.. وأمريكا تهدد بالانسحاب من المحادثات
في ظل هذه التطورات، أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى لتحقيق السلام بين الأوكرانيين والروس، عن أمله في التوصل إلى اتفاق “هذا الأسبوع” دون تقديم مزيد من التفاصيل. من جانب آخر، حملت محادثات باريس الأسبوع الماضي تحذيرًا أمريكيًا، حيث هدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بانسحاب واشنطن من المحادثات لوضع حد للغزو الروسي إذا تبين للولايات المتحدة أن السلام “غير ممكن” بين الطرفين المتحاربين.
تبقى الأنظار متجهة نحو محادثات لندن اليوم، حيث يسعى الجانب الأوكراني وشركاؤه الغربيون إلى إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع. ومع استمرار العمليات العسكرية، وتضارب المواقف، وتراكم التحديات، تبدو مهمة التوصل إلى حل سلمي أمراً بالغ الصعوبة، ويتطلب تنازلات وإرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف المعنية.