شهدت شركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية هيونداي موتور وكيا تباينًا في نتائج المبيعات داخل السوق الأوروبية خلال شهر يوليو الماضي، حيث أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية أن المبيعات المجمعة للشركتين انخفضت بشكل عام. على الرغم من الأداء الإيجابي المنفرد لهيونداي.
تراجع المبيعات المجمعة
بلغت مبيعات الشركتين هيونداي موتور وكيا معًا 91.81 ألف وحدة في أوروبا خلال يوليو، مسجلة انخفاضًا نسبته 2.3% على أساس سنوي. ويعكس هذا التراجع استمرار الضغوط التي تواجهها الشركات الآسيوية في القارة. خاصة مع المنافسة المتزايدة من الشركات الأوروبية التقليدية. إضافة إلى الصعود المتسارع للشركات الصينية في مجال السيارات الكهربائية.
أداء متباين بين الشركتين
كشفت البيانات أن هيونداي موتور تمكنت من تحقيق نمو ملحوظ في المبيعات بنسبة 3.9% لتصل إلى 49.1 ألف وحدة. وهو ما يعكس نجاح استراتيجيتها في التوسع بسياراتها الكهربائية والهجينة داخل السوق الأوروبية.
وعلى الجانب الآخر، سجلت كيا تراجعًا كبيرًا بلغت نسبته 8.5% لتستقر مبيعاتها عند 42.6 ألف وحدة فقط. وهو ما يشير إلى تحديات واضحة في الحفاظ على حصتها السوقية، خاصة مع تزايد المنافسة في فئة السيارات المدمجة والعائلية التي تشتهر بها.
الأداء منذ بداية العام
من يناير وحتى يوليو 2025، باعت الشركتان مجتمعَتين نحو 631 ألف وحدة في أوروبا، بانخفاض قدره 4.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما تراجعت حصتهما السوقية المشتركة إلى 8%. بانخفاض 0.3 نقطة مئوية، وهو ما يبرز الضغط المستمر على الشركات الكورية للحفاظ على موقعها في السوق الأوروبية.
دلالات السوق الأوروبية
تعد أوروبا واحدة من أكثر الأسواق تنافسية في قطاع السيارات، حيث تفرض القوانين البيئية الصارمة ضغوطًا على الشركات المصنعة. وتجبرها على تسريع خطط التحول نحو السيارات الكهربائية. في هذا السياق، يبدو أن هيونداي استطاعت أن تواكب التوجه الأوروبي بشكل أسرع من كيا، ما يفسر صعود مبيعاتها مقابل تراجع شريكتها.
مستقبل التنافس
كما يرى محللون أن الأداء المتباين بين الشركتين قد يدفع “كيا” إلى إعادة النظر في استراتيجيتها التسويقية والإنتاجية داخل أوروبا. خاصة مع تزايد اعتماد المستهلكين الأوروبيين على السيارات الكهربائية متوسطة التكلفة التي تقدمها شركات صينية مثل “BYD”. في المقابل، يبدو أن “هيونداي” تسير بخطوات أكثر ثباتًا نحو تعزيز وجودها بفضل تنويع طرازاتها واعتمادها المبكر على الطاقة النظيفة.