الأربعاء, سبتمبر 17, 2025
الرئيسية » مذبحة “دلجا” الصامتة خبز الغيرة ينهي حياة 6 اطفال ووالدهم

مذبحة “دلجا” الصامتة خبز الغيرة ينهي حياة 6 اطفال ووالدهم

مذبحة "دلجا" الصامتة خبز الغيرة ينهي حياة 6 اطفال ووالدهم

في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت قرية دلجا بمحافظة المنيا، كشفت وزارة الداخلية المصرية اليوم عن فصول مأساة صامتة راح ضحيتها 6 أطفال ووالدهم، جميعهم قضوا مسمومين على يد زوجة الأب الثانية، التي دفعتها نار الغيرة لارتكاب جريمة بشعة.

 

خلف هذا الكشف الأمني الذي جاء بعد 43 يومًا من الغموض، تكمن قصة ألم بدأت في ليلة عادية من ليالي يوليو الماضي، حين حمل الطفل البريء أحمد ناصر أرغفة “العيش الشمسي” التي خبزتها زوجة أبيه، متوجهًا بها إلى منزله ليشارك عائلته وجبة العشاء. لم يكن يعلم أحمد أن هذا الخبز، الذي يمثل في عادات الصعيد المصري رمزًا للمودة والكرم، قد عُجن بسم الغيرة والحقد، ليتحول إلى أداة قتل أنهت حياته وحياة كل من شاركه المائدة.

مذبحة "دلجا" الصامتة خبز الغيرة ينهي حياة 6 اطفال ووالدهم

أحد الأطفال المتوفيين

لغز الوفيات المتتالية لأطفال المنيا

اجتمعت الأسرة حول مائدة العشاء، وما هي إلا ساعات قليلة حتى بدأت أعراض غامضة تظهر على أصغر الأبناء، “عمر”، الذي سرعان ما فارق الحياة في مستشفى ديرمواس المركزي. لم يكد الأطباء يستوعبون الصدمة حتى لحق به شقيقاه محمد وريم، وسط حيرة طبية كبيرة. في البداية، تم تشخيص الحالات على أنها “التهاب سحائي”، وهو ما نفته وزارة الصحة لاحقًا، ليتعمق لغز الوفيات المتتالية، وتزداد مخاوف الأب المكلوم.

 

بعد ساعات، لحق بهم شقيقهم الرابع أحمد، حامل الخبز المسموم، بينما تم احتجاز الشقيقتين فرحة ورحمة في مستشفى صدر المنيا تحت الملاحظة. ورغم استقرار حالتهما في البداية، إلا أن السم الخفي بدأ يعمل في جسديهما، لتتدهور حالتهما وتلحقا بإخوتهما الواحد تلو الآخر. ترك هذا المصاب الجلل الأب يصارع الألم وحده، قبل أن يستسلم هو الآخر للموت، ويفتح قبر أبنائه للمرة السابعة ليوارى الثرى بجوارهم.

مذبحة "دلجا" الصامتة خبز الغيرة ينهي حياة 6 اطفال ووالدهم

والد الأطفال

كشف السم وراء اللغز

طوال هذه الفترة، كانت الشكوك تحوم في كل اتجاه، حتى إن النيابة العامة أمرت بإيداع الأم (الزوجة الأولى) مستشفى الصحة النفسية لتضارب أقوالها وتاريخها المرضي، قبل أن يتم إخلاء سبيلها لعدم كفاية الأدلة.

 

لم يكشف اللغز إلا بجهود فريق طبي متخصص بقيادة الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ السموم بطب المنيا. الذي رجح بعد فحوصات معقدة أن تكون الوفيات ناتجة عن مبيد حشري شديد السمية يدعى “كلورفينابير”. هذا المركب النادر، الذي لا يوجد له ترياق معروف ولا يظهر في تحاليل الدم التقليدية. هو ما فسر حيرة الأطباء طوال الأزمة وسبب عجزهم عن إنقاذ الضحايا.

 

“الغيرة القاتلة” اعترافات الجاني

مع كشف نوع السم، ضاقت دائرة الاشتباه حول زوجة الأب الثانية “هـ.ا.م”. وفي مواجهة الأدلة القاطعة، اعترفت المتهمة بوضع المادة السامة في الخبز. بينما أوضحت أن دافعها كان الغيرة من الزوجة الأولى التي قرر زوجها إعادتها إلى عصمته. وفي لحظة من الحقد الأعمى، قررت التخلص من الأسرة بأكملها. لتنهي حياة عائلة كاملة وتترك وراءها قرية مصدومة.

 

هذه الجريمة البشعة أثارت موجة غضب عارمة بين أهالي القرية والمتابعين. وبقي مطلب عم الأطفال بالقصاص العاجل يتردد صداه. ليؤكد أن العدالة هي السبيل الوحيد لتهدئة القلوب المكلومة.

NightlyNews24 موقع إخباري عربي يقدم أخبار السياسة، الاقتصاد، والرياضة بتغطية يومية دقيقة وتحليلات موجزة لمتابعة الأحداث الراهنة بأسلوب مهني وموضوعي.

النشرة البريدية

اشترك الآن في نشرتنا البريدية وكن أول من يتابع آخر الأخبار والتحديثات الحصرية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

آخر الأخبار

@2021 – جميع الحقوق محفوظة NightlyNews24