في خطوة تعكس عمق أزمتها المالية، طلبت شركة نيسان موتور اليابانية من عدد من مورديها في بريطانيا والاتحاد الأوروبي تأجيل مواعيد سداد المدفوعات. في مسعى لتوفير سيولة نقدية قصيرة الأجل، بحسب وثائق ورسائل بريد إلكتروني داخلية اطّلعت عليها وكالة رويترز.
ويأتي هذا الطلب في ظل جهود يقودها الرئيس التنفيذي الجديد إيفان إسبينوزا. الذي تولى منصبه في أبريل، لتقليص النفقات وتخطي خسائر ضخمة تكبّدتها الشركة مؤخراً. وقد أعلن إسبينوزا عن خطة خفض تكاليف بقيمة 500 مليار ين نحو 3.4 مليار دولار. تتضمن تقليص 15% من القوة العاملة عالمياً وإغلاق سبعة مصانع خلال العامين المقبلين.
خسائر حادة في شركة نيسان وغياب الرؤية
سجّلت نيسان صافي خسائر بقيمة 4.5 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في مارس. وسط تراجع مبيعاتها وتقادم طرازاتها، ما دفعها إلى الامتناع عن تقديم توقعات للعام المالي الحالي، في ظل ضبابية المشهد وتفاقم الضغوط التشغيلية.
تأجيل اختياري حتى أغسطس وسبتمبر
أظهرت المراسلات الداخلية أن فرق المشتريات والخزانة في نيسان ناقشت تأجيل المدفوعات المقررة في يونيو إلى منتصف أغسطس أو حتى سبتمبر. بناءً على توجيهات من الإدارة العليا بهدف تحسين التدفق النقدي. وأكد الموظفون أن هذه الطلبات اختيارية ولا تلزم الموردين قانونياً.
خياران للموردين وتسهيلات من HSBC
وبحسب ما ورد في الوثائق، عرضت نيسان على مورديها خيارين؛ إما تأجيل الدفع مقابل فائدة، أو تلقي المدفوعات فوراً من خلال بنك إتش إس بي سي. الذي ستسدد له نيسان لاحقاً مع الفوائد. وامتنع البنك عن التعليق، فيما لم تفصح نيسان عن عدد الموردين المعنيين أو ما إذا كانت الخطوة ستشمل مناطق أخرى.
وتسعى الشركة من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق وفورات تصل إلى 150 مليون يورو خلال الربع المالي الثاني الذي يبدأ في يوليو. بحسب أحد مديري قسم الخزانة. كما أظهرت وثيقة مؤرخة في أكتوبر الأول 2024، أن نيسان تستهدف توفير 59 مليون يورو من خلال تأجيل الدفعات لأكثر من 12 شركة. من بينها وحدات بريطانية تابعة لمانباور غروب وميتسوي أو إس كيه لاينز، اللتان رفضتا التعليق على هذه المعلومات.
أزمة ديون وتصنيف ائتماني متدهور
حتى نهاية مارس، بلغ رصيد النقد لدى نيسان نحو 2.2 تريليون ين ما يعادل 15.1 مليار دولار. إلا أن الشركة تواجه استحقاقات ديون تصل إلى 700 مليار ين خلال العام المالي الحالي. وزادت الأمور تعقيداً بعد أن خفضت وكالات التصنيف الائتماني الكبرى تصنيف ديون نيسان إلى فئة رديئة (Junk). ما يصعب عليها الحصول على تمويل جديد بشروط ميسرة.
خطوات طارئة وخطة إنقاذ
في بيان رسمي، أكدت نيسان أنها تتخذ إجراءات فورية لتعزيز الأداء وبناء هيكل مالي أكثر مرونة. مشيرة إلى أن هدفها يتمثل في الحفاظ على مستوى كافٍ من السيولة يمكنها من تغطية تكاليف إعادة الهيكلة وسداد التزامات السندات.
وتتوقع الشركة أن تسجل تدفقاً نقدياً سلبياً بقيمة 550 مليار ين ما يعادل نحو 3.8 مليار دولار خلال الربع الأول من العام المالي الجاري. وهي نتيجة أسوأ من العجز الذي سجل في نفس الفترة من العام الماضي 303 مليارات ين. ووفق تصريحات المدير المالي جيريمي بابين في مايو، فإن الربع الأول سيكون الأصعب. مع هدف بتحقيق تدفق نقدي إيجابي بحلول السنة المالية 2026.