انطلقت أعمال «المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين»، يوم الاثنين، في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. المؤتمر جاء برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، وسط حضور دبلوماسي رفيع وإجماع متنامٍ على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين.
فرص تاريخية وزخم غير مسبوق
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد في كلمته الافتتاحية أن “حل الدولتين هو مفتاح استقرار المنطقة”. واعتبر أن مؤتمر نيويورك يشكل محطة مفصلية نحو التنفيذ الفعلي للحل. كما شدد على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة فوراً. وكشف أن المملكة وفرنسا نجحتا في تأمين تحويل 300 مليون دولار من البنك الدولي لدعم فلسطين.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن دولاً أوروبية أخرى تستعد للاعتراف بدولة فلسطين خلال سبتمبر المقبل. ولفت إلى أن مؤتمر نيويورك هو “خطوة حاسمة”، مضيفاً أن فرنسا تؤكد حق الشعب الفلسطيني في السيادة على أرضه.
غوتيريش: فرصة لا يجب أن تُهدر
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا إلى استغلال الزخم الناتج عن المؤتمر، مشيراً إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع. وأضاف أن ضم الضفة الغربية غير قانوني ويجب أن يتوقف، منتقداً كل الأفعال التي تقوض فرص السلام.
مواقف داعمة من فلسطين والعالم العربي
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى وصف المؤتمر بأنه “فرصة تاريخية للجميع”، وأعرب عن امتنانه للسعودية وفرنسا. كما دعا إلى توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، مقترحاً نشر قوات دولية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية. وأكد استعداد حكومته لتنفيذ كافة الالتزامات في غزة.
بدورها، أشادت قطر بدور الرياض وباريس. وأكد وزير الدولة محمد الخليفي أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام”. أما الأردن، فشدد على أن الاعتراف بدولة فلسطين ضرورة لا غنى عنها. بينما أكدت مصر أن المؤتمر عُقد في لحظة شديدة الخطورة، وأعلنت عن استعدادها لتنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.
التزامات دولية ومساعدات بمليارات الدولارات
الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 1.6 مليار يورو كمساعدات إصلاحية للسلطة الفلسطينية حتى عام 2027. كما أعلنت النرويج عن تقديم 20 مليون دولار دعماً إضافياً. من جانبها، أكدت بريطانيا أنها تحشد الدعم للوصول إلى توافق بشأن خطة شاملة لدعم السلطة الفلسطينية.
مقدمة لمؤتمر دولي أكبر في سبتمبر
يُعد مؤتمر نيويورك تمهيداً لعقد مؤتمر دولي جديد في باريس أو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. وتأتي هذه التحركات في ظل سعي دبلوماسي حثيث من السعودية وفرنسا للاعتراف بدولة فلسطين من قبل دول أوروبية رئيسية.
8 لجان فنية ترسم ملامح الدولة الفلسطينية
كشفت مصادر مطلعة أن ثماني لجان فنية بدأت منذ يونيو الماضي العمل على بلورة رؤى اقتصادية وسياسية وأمنية للدولة الفلسطينية المرتقبة. وتشمل الدول المشاركة في هذه اللجان: إسبانيا، الأردن، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، النرويج، مصر، بريطانيا، تركيا، المكسيك، البرازيل، السنغال، إضافة إلى جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
السعودية: دعم ثابت وقيادة حاسمة
أكدت المملكة أن مشاركتها في رئاسة المؤتمر تأتي امتداداً لمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية. وجددت التزامها بتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.