أعلنت حكومتا الولايات المتحدة الأمريكية وإمارة أبوظبي، يوم الخميس، خطة استثمارية ضخمة تهدف إلى تعزيز وصول الدول الغربية إلى المعادن الحرجة اللازمة للتحول الصناعي والتقني العالمي، في خطوة وصفت بأنها استراتيجية لمواجهة التحديات الجيوسياسية وقيود التصدير الصينية المتزايدة.
ويعتزم التحالف الجديد، الذي يضم مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية (DFC)، وصندوق الثروة السيادية في أبوظبي “القابضة” (ADQ)، وصندوق الاستثمار المتخصص «أوريون ريسورس بارتنرز»، استثمار مبلغ مبدئي قدره 1.8 مليار دولار في مشاريع التعدين والتكرير حول العالم.
وقد التزمت الأطراف الثلاثة بـ 600 مليون دولار لكل طرف كالتزامات رأسمالية أولية، مع استهداف إنشاء صندوق استثماري ضخم بقيمة 5 مليارات دولار مستقبلًا.
تأمين سلاسل الإمداد الغربية
يأتي هذا الإعلان في وقت تصعد فيه الصين، المهيمنة على سوق المعادن الحرجة، القيود على تصدير هذه المواد، رغم الارتفاع العالمي في الطلب عليها من قطاعات حيوية مثل: صناعة السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة والإلكترونيات المتقدمة.
ويرى محللون، بحسب وكالة “رويترز”، أن الحراك الأمريكي- الإماراتي. يمثل “تحركًا استراتيجيًا لتأمين سلاسل الإمداد الغربية” في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
التركيز على المشاريع الجاهزة للإنتاج
وفي تعليقه على الخطة، أكد فرانك فانون، الشريك الإداري في الكونسورتيوم ومساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لموارد الطاقة. أن التركيز سينصب على “المشاريع التي دخلت مرحلة الإنتاج، أو التي يمكن أن تدخل مرحلة الإنتاج في المدى القريب جدًا”.
كما أضاف فانون أن الهدف الأساسي هو “تأمين المواد اللازمة للولايات المتحدة والدول الحليفة”. مشيرًا إلى أن صندوق «أوريون سي إم سي» سيسعى لجذب مستثمرين إضافيين يتشاركون الرؤية نفسها. لأهمية تعزيز وتأمين إمدادات المعادن الاستراتيجية للدول الغربية.
خطة عمل شاملة
ووفقًا لبيان صادر عن «أوريون»، فإن الاستثمار سيتيح للتحالف التعاون مع مستثمرين ودول شريكة أخرى. لتطوير مشاريع المعادن الأساسية في الأسواق الناشئة.
كما سيشمل عمل التحالف إدارة عمليات الشراء، وتطوير قدرات المعالجة المحلية. ودمج وتوسيع نطاق الحلول التكنولوجية المعدنية منخفضة التكلفة عالميًا. في مسعى لتأمين معادن حيوية، مثل الليثيوم والمعادن الأرضية النادرة.