حذّرت شركة ASML، أكبر مورّد لمعدات تصنيع الرقائق الإلكترونية في العالم، اليوم الأربعاء، من أنها قد لا تتمكن من تحقيق نمو في عام 2026. يأتي هذا التحذير رغم أن حجوزات الشركة للربع الثاني قد تجاوزت توقعات السوق بشكل كبير، مما يلقي بظلال من عدم اليقين على مستقبل الشركة.
كان المحللون يأملون أن توفر نتائج الربع الثاني مؤشرًا مطمئنًا بشأن آفاق الشركة للعام 2026، لكن ASML أشارت إلى أن الضبابية الجيوسياسية ما زالت تلقي بظلالها على التوقعات المستقبلية.
الضبابية الجيوسياسية وراء التوقعات المتحفظة
صرح كريستوف فوكيه، الرئيس التنفيذي لـ ASML، في مقابلة داخلية نُشرت على موقع الشركة. بأن “مستوى عدم اليقين في تزايد، وذلك يعود بالأساس إلى عوامل اقتصادية كلية وجيوسياسية. وهذا يشمل بالطبع قضية الرسوم الجمركية”. وأضاف فوكيه: “رغم أننا لا نزال نستعد لتحقيق نمو في عام 2026، إلا أننا لا يمكننا تأكيد ذلك في الوقت الراهن”.
إذا تحقق هذا السيناريو، فإن عام 2026 سيكون أول عام دون نمو في إيرادات الشركة منذ أكثر من عقد، بعد سلسلة نمو غير منقطعة بدأت منذ عام 2012، مما يمثل تحولًا كبيرًا في مسار الشركة.
أداء قوي في الربع الثاني يبعث على التفاؤل الحذر
على الرغم من التحذير، سجلت المجموعة الهولندية صافي حجوزات بقيمة 5.54 مليارات يورو (6.4 مليارات دولار) في الربع الثاني. وهو الرقم الأكثر مراقبة في قطاع معدات الرقائق الإلكترونية. وقد تجاوز هذا الرقم متوسط توقعات المحللين البالغ 4.44 مليارات يورو. بحسب بيانات شركة Visible Alpha للأبحاث.
من جانبه، أبدى هان ديبربينك، أحد المستثمرين في ASML والرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة Aureus لإدارة الأصول. عدم قلقه بشأن أداء الشركة في العام المقبل، مشيرًا إلى أن نتائج الربع الثاني تعكس طلبًا قويًا ومستقرًا.
الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي يدعم الأداء
أكد مايكل روغ، المحلل في شركة Degroof Petercam، أن “نتائج الربع الثاني جاءت أفضل من التوقعات على جميع المستويات”. لافتًا إلى أن الطلب القوي من شركات تصنيع الرقائق المرتبطة بـ الذكاء الاصطناعي كان عاملًا رئيسيًا في هذا الأداء المتميز.
تعد آلات الطباعة الضوئية المتقدمة EUV من ASML – وهي الأكثر تطورًا في العالم في مجال تصنيع الدوائر الإلكترونية الدقيقة – التكنولوجيا الأساسية التي تقف وراء الجيل الأحدث من الرقائق عالية الأداء. مثل تلك المستخدمة في وحدات المعالجة الرسومية من Nvidia، أو أجهزة “ماك” و”آيفون” من Apple. يعكس هذا الطلب المستمر على تقنيات ASML أهمية الشركة المحورية في صناعة الإلكترونيات العالمية.