في خطوة جريئة لـ”OpenAI“، أعلنت الشركة الأمريكية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، إطلاق نموذجين جديدين مفتوحي المصدر.
حيث يمكن لأي مستخدم تشغيلهما بحرية تامة على أجهزته، بما في ذلك الحواسيب المحمولة؛ ما يعزز التوجه العالمي نحو نماذج الذكاء المفتوحة.
النموذجان الجديدان يحملان اسم GPT-oss-120b وGPT-oss-20b، وقد تم توفيرهما على منصة Hugging Face. المتخصصة في استضافة وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفقًا لما نقلته وكالة “بلومبرغ”.
قدرات عالية رغم البساطة
وقالت “OpenAI” إن هذه النماذج قادرة على تنفيذ مجموعة من المهام المعقدة، مثل توليد النصوص، وكتابة الأكواد البرمجية، وحتى تنفيذ عمليات بحث متقدمة عبر الإنترنت نيابة عن المستخدم. ما يجعلها منافسة مباشرة للنماذج الحديثة التي طورتها شركة “ديب سيك” الصينية.
ورغم هذه القدرات، فإن النماذج لا تدعم حتى الآن توليد الصور أو الفيديو، مما يشير إلى تركيز “OpenAI”. على بناء أنظمة لغوية متقدمة أولًا، قبل التوسع إلى المجالات متعددة الوسائط.
الشفافية التقنية.. دون فتح جميع أوراق اللعبة
واحدة من أبرز خصائص النموذجين الجديدين هي اعتمادهما على ما يعرف بـ”الأوزان المفتوحة” (Open Weights)، أي أن “OpenAI” تتيح للمطورين الوصول إلى القيم الرقمية. التي تشكل أساس عملية التعلم في هذه النماذج، وهو ما يمكن الباحثين من تخصيصها لأغراضهم الخاصة أو حتى تعديل أدائها.
لكن من ناحية أخرى، لم تفصح الشركة عن البيانات المستخدمة في تدريب النماذج، مما يجعلها “مفتوحة جزئيًا” فقط. ولا ترقى تمامًا لتعريف “النموذج مفتوح المصدر الكامل” حسب المعايير المعروفة.
رد على “ديب سيك” الصينية ومواكبة لتوجهات إدارة ترامب
تأتي هذه الخطوة بعد أشهر من تصاعد الزخم حول النماذج المفتوحة، إثر إعلان شركة “ديب سيك” الصينية، نموذجها الشهير R1 مفتوح المصدر في يناير الماضي. مما أجبر الشركات الأمريكية الكبرى على إعادة النظر في سياساتها المغلقة.
وكان سام ألتمان؛ الرئيس التنفيذي لـ”OpenAI”، قد صرح مطلع هذا العام، بأن الشركة بصدد تقييم خيار الإفصاح عن بعض أوزان النماذج.
كما تزامن هذا التوجه مع خطة الذكاء الاصطناعي. التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شجعت الشركات الأمريكية على تطوير نماذج مفتوحة “يمكن أن تتحول إلى معايير عالمية” في البحث والتطبيقات التقنية.
أمان أقل أم حرية أكبر؟ جدل لا يزال مستمرًا
بينما يرحب مجتمع المطورين حول العالم بهذه الخطوة من “OpenAI”، لا تزال هناك تحذيرات بشأن المخاطر الأمنية المرتبطة بإتاحة هذه النماذج للجميع.
إذ حذر خبراء من احتمالية إساءة استخدامها في توليد محتوى مضلل أو برمجيات ضارة.
وكان “ألتمان” قد كتب في يوليو الماضي، على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) أن “إصدار الأوزان يمثل لحظة لا يمكن التراجع عنها”.
وأكد أن الشركة أجّلت الإطلاق “لأسباب تتعلق باختبارات الأمان والتقييمات النهائية”، وهو ما يعكس حساسية الخطوة ووزنها الإستراتيجي.
تشغيل محلي وسهولة في الاستخدام
واحدة من أبرز مزايا النموذجين هي سهولة التشغيل. إذ يعمل نموذج GPT-oss-120b باستخدام وحدة معالجة رسومات واحدة (GPU) بسعة 80 غيغابايت، بينما يستطيع النموذج الأصغر GPT-oss-20b. أن يعمل بكفاءة على جهاز محمول مزود بذاكرة 16 غيغابايت فقط؛ ما يجعله خيارًا عمليًا للمطورين الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتخطط “OpenAI” لاستخدام النماذج الجديدة في قطاعات متنوعة، مع بدء شركات كبرى مثل “Orange SA” و”Snowflake”. بالفعل في اختبار هذه النماذج لتخصيصها حسب احتياجاتها التشغيلية.