انطلقت فعاليات معرض “إكسبو 2025” في مدينة أوساكا اليابانية في 13 أبريل الجاري، ليفتح أبوابه أمام العالم كمنصة للابتكار والتكنولوجيا ومستقبل المجتمعات. ويعقد هذا الحدث الدولي وسط آمال واسعة بأن يشكل نقطة تحوّل مهمة في دفع عجلة الاقتصاد الياباني وتعزيز مكانته على الساحة العالمية.
إكسبو 2025 يدفع عجلة الاقتصاد الياباني
تعول اليابان بشكل كبير على “إكسبو 2025” لتحقيق دفعة اقتصادية قوية. وتشير تقديرات وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية إلى أن المعرض سيُسهم في تحقيق أثر اقتصادي يتجاوز تريليوني ين ياباني. هذا الأثر المتوقع هو نتاج عدة عوامل رئيسية تشمل الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في البنية التحتية لاستضافة الحدث، والإنفاق التشغيلي الكبير المرتبط بتنظيمه، بالإضافة إلى إنفاق الزوار المتوقعين من داخل اليابان وخارجها خلال فترة المعرض التي تمتد لستة أشهر.
28 مليون زائر متوقع
من المتوقع أن يستقطب معرض “إكسبو 2025” نحو 28 مليون زائر خلال فترة إقامته الممتدة حتى 13 أكتوبر 2025. هذا التدفق السياحي الكبير سيكون له انعكاسات إيجابية مباشرة على تنشيط العديد من القطاعات الحيوية في الاقتصاد الياباني، وفي مقدمتها قطاعات النقل، والضيافة (الفنادق والمطاعم)، والتجزئة، والخدمات المختلفة. كما سيساهم هذا التدفق في دعم آلاف الوظائف في مختلف المجالات المرتبطة بالضيافة والخدمات واللوجستيات.
“يومشيما” نموذج للمدن الذكية واستثمارات ضخمة لاستضافة الحدث
تعد جزيرة “يومشيما”، التي تحتضن فعاليات “إكسبو 2025″، نموذجًا لتطوير المدن الذكية والمستدامة. وقد شهدت الجزيرة استثمارات ضخمة لتأهيلها واستعدادها لاستقبال هذا الحدث العالمي الضخم. شملت هذه الاستثمارات تطوير البنية التحتية، وتحسين شبكات النقل، وتوفير أحدث التقنيات لتسهيل تجربة الزوار وضمان راحتهم وأمنهم خلال فترة المعرض.
فرص استراتيجية للقطاع الخاص وشراكات تجارية مرتقبة
يمثل “إكسبو 2025” فرصة استراتيجية للقطاع الخاص، سواء الشركات اليابانية أو العالمية المشاركة في الحدث. فهو يفتح المجال أمام هذه الشركات لاستكشاف فرص استثمارية جديدة في قطاعات المستقبل الواعدة، مثل التكنولوجيا المتقدمة، والطاقة النظيفة والمتجددة، والابتكار الحضري وتطوير المدن الذكية.
ومن المتوقع أن تثمر اللقاءات والمعارض المصاحبة للحدث عن إبرام شراكات تجارية مهمة وتأسيس مشاريع مشتركة بين الشركات من مختلف أنحاء العالم، خاصة مع تركيز المعرض على بناء مجتمع المستقبل كعنوان رئيسي له، مما يشجع على التعاون في المجالات التي تشكل أساس هذا المستقبل.
إكسبو 2025 يجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ويعرض بيئة الأعمال اليابانية
في هذا السياق، ينتظر أن يجذب المعرض تدفقات جديدة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى اليابان. ومع انخراط أكثر من 160 دولة ومنظمة دولية في فعاليات الحدث، يتاح للمستثمرين الدوليين فرصة فريدة للاطلاع عن كثب على الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق اليابانية، والتعرف على بيئة الأعمال فيها. وتُظهر اليابان، من خلال تنظيم هذا الحدث الضخم بكفاءة واقتدار، قدرتها على توفير بيئة أعمال جاذبة وآمنة للمستثمرين الدوليين.
تركيز خاص على الاستثمارات الخليجية
من جانب آخر، يتوقع أن تشهد الاستثمارات القادمة من دول الخليج العربي، ولا سيما من دولة الإمارات العربية المتحدة، نموًا ملحوظًا بعد انتهاء فعاليات المعرض. فمع تزايد وتيرة التعاون الاقتصادي بين الجانبين في السنوات الأخيرة، واستكشاف القطاع الخاص الخليجي للفرص المتاحة في السوق اليابانية، تبرز آفاق واعدة لتوسيع الشراكات القائمة وتأسيس شراكات جديدة في مجالات حيوية ومستقبلية مثل التكنولوجيا، والطاقة، والاقتصاد المستدام.
“إكسبو 2025” منصة مثالية لتعزيز العلاقات الاقتصادية الخليجية اليابانية
وفي تصريحات سابقة، أكد منصور الياباني، الشريك المؤسس لمنصة “LADQA” -التي تهدف إلى تعزيز الروابط بين قطاع الأعمال في دولة الإمارات واليابان- أن «إكسبو 2025» يشكّل منصة مثالية لتسريع وتيرة الشراكات التجارية وتبادل الخبرات بين الشركات الخليجية ونظيراتها اليابانية. وأشار إلى وجود اهتمام متزايد وملحوظ من رجال الأعمال الإماراتيين بدخول السوق اليابانية، خاصة في مجالات الابتكار والتقنيات المستقبلية التي يركز عليها المعرض.
إكسبو 2025.. بوابة اليابان نحو مستقبل اقتصادي أكثر إشراقًا وشراكات عالمية أعمق
يمثل “إكسبو 2025” في أوساكا حدثًا اقتصاديًا وثقافيًا هامًا ليس لليابان فحسب، بل للعالم أجمع. ومع الآمال الكبيرة المعقودة عليه لدفع عجلة الاقتصاد الياباني. علاوة على جذب ملايين الزوار والاستثمارات، وتوفير منصة للابتكار والشراكات المستقبلية. بينما يبدو أن اليابان تستعد لقطف ثمار هذا الحدث لتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية وتكنولوجية رائدة في العالم. علاوة على بناء جسور من التعاون والشراكة مع مختلف دول العالم، بما في ذلك دول الخليج العربي التي تتطلع إلى تعميق علاقاتها الاقتصادية مع طوكيو في مجالات المستقبل الواعدة.