شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الخميس، في ظل استمرار الإقبال القوي من المستثمرين على الأصول الامنة. ووفقًا لبيانات وكالة “بلومبرج”، ارتفع سعر الأونصة بنسبة 0.46% ليصل إلى 4226 دولارًا، فيما تُعادل الأونصة الواحدة نحو 31.1 جرامًا من الذهب عيار 24. ويأتي هذا الارتفاع امتدادًا لموجة الصعود التي يشهدها المعدن النفيس منذ بداية الشهر، مدعومًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة.
اضطراب الأسواق العالمية
يتزامن هذا الارتفاع مع حالة من الترقب في الأسواق العالمية. وسط تصاعد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتزايد احتمالات الركود في عدد من الاقتصادات الكبرى. ومع تزايد القلق من تباطؤ الطلب الصناعي وارتفاع معدلات التضخم، يتجه المستثمرون نحو الذهب كملاذ امن يحافظ على قيمته أمام تقلبات العملات والأصول عالية المخاطر.
كما ساهمت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا. إضافة إلى التذبذبات في أسعار النفط، في زيادة الإقبال على الذهب كوسيلة للتحوط من المخاطر.
تأثير السياسة النقدية الأمريكية
من جهة أخرى، يراقب المستثمرون عن كثب تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. وتترقب الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية خلال الأيام المقبلة. والتي ستكون مؤشرًا حاسمًا لتوجهات البنك المركزي في اجتماعه القادم.
ويرى محللون أن أي إشارة إلى تباطؤ وتيرة رفع الفائدة ستدعم أسعار الذهب بشكل إضافي. نظرًا لأن انخفاض الفائدة يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالمعدن الأصفر مقارنة بالأصول الأخرى.
توقعات باستمرار الاتجاه الصعودي
توقع عدد من المحللين الماليين استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الربع الأخير من العام الحالي. خاصة في حال استمرار الضبابية التي تسيطر على المشهد الاقتصادي العالمي. كما أن تراجع عوائد السندات الأمريكية وارتفاع الطلب من البنوك المركزية على شراء الذهب، يضيفان مزيدًا من الدعم للأسعار.
وفي المقابل، يرى بعض الخبراء أن أي استقرار في الأوضاع الاقتصادية أو عودة الدولار الأمريكي إلى مساره الصاعد قد يحد من مكاسب المعدن النفيس مؤقتًا، لكن الاتجاه العام يبقى إيجابيًا على المدى المتوسط.
الذهب يحافظ على مكانته كملاذ استثماري امن
ورغم التغيرات المستمرة في الأسواق المالية، لا يزال الذهب يحتفظ بمكانته كأحد أهم الأصول الاستثمارية الامنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات الأزمات. فمع تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية حول العالم. يظل المعدن الأصفر رمزًا للثبات والقيمة، ومؤشرًا على ثقة الأسواق في مواجهة الأزمات العالمية.