في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانتها العالمية في مجال الابتكار التكنولوجي. أعلنت الصين إطلاق فئة جديدة من التأشيرات المخصصة للمتخصصين الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وذلك في إطار سعيها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي وتحويل البلاد إلى قوة عظمى في هذا المجال بحلول عام 2035.
تأشيرات “K” للمواهب الشابة في الصين
كشف مجلس الدولة الصيني، اليوم الخميس. أن اللوائح المعدلة لدخول الأجانب ستسمح للمهنيين الشباب المؤهلين في المجالات العلمية والتكنولوجية بالتقدم للحصول على تأشيرات “K” اعتباراً من الأول من أكتوبر المقبل. ورغم أن الإعلان لم يحدد بدقة الفئة المستهدفة. فإن برامج الصين الحالية مثل برنامج العلماء الشباب الموهوبين تضع سقف العمر عند 45 عاماً، بينما يحدد مشروع صندوق العلماء الشباب المتميزين (في الخارج) الحد الأقصى عند 40 عاماً.
استراتيجية جذب العقول من الخارج
تستهدف بكين من خلال هذه المبادرة استقطاب الباحثين والعلماء من قارات آسيا وأفريقيا للعمل داخل أراضيها. إلى جانب تشجيع كبار علماء الطبيعة والمهندسين الصينيين المهاجرين على العودة إلى الوطن. وقد خصصت الجامعات الصينية الكبرى حوافز مالية ورواتب تنافسية. بالإضافة إلى مكافآت خاصة، بهدف إقناع هذه الكفاءات بالانضمام إلى قطاع البحث العلمي في الصين.
منافسة متصاعدة مع الولايات المتحدة
تأتي هذه الخطوة في ظل منافسة محتدمة مع الولايات المتحدة. حيث تسعى الصين لتجاوز أي فجوة تكنولوجية. وفي المقابل، تواجه الأوساط البحثية الأمريكية تحديات متزايدة. إذ يشكو بعض الباحثين من تراجع الدعم الفيدرالي وتفاقم حالة عدم اليقين منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. كما طلبت وكالات تمويل كبرى، مثل المؤسسة الوطنية للعلوم، تخفيض النفقات العامة. وهي إجراءات طالت بشكل مباشر النفقات غير المباشرة، مثل مساحات المختبرات، البنية التحتية. والدعم الإداري، وهي عناصر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمرحلة ما بعد الدكتوراه.
انعكاسات سياسية وأمنية
من جانب آخر، أثارت مبادرة الصين المجددة التي أُطلقت عام 2018 خلال الولاية الأولى لترامب. جدلاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية الأمريكية، إذ استهدفت بحسب منتقدين الباحثين الأمريكيين من أصول صينية بزعم التجسس الاقتصادي. ورغم أن المبادرة جاءت بدعوى حماية الأمن القومي الأمريكي، فإنها تعرضت لانتقادات حادة باعتبارها متحيزة عنصرياً وغير فعالة. الأمر الذي دفع بعض الباحثين إلى مغادرة الولايات المتحدة بحثاً عن بيئات أكثر استقراراً ودعماً لأنشطتهم العلمية. بهذه الخطوة، تؤكد الصين أن معركتها في القرن الحادي والعشرين لن تحسم فقط في أسواق التجارة أو ساحات السياسة. بل أيضاً في المختبرات ومراكز الأبحاث، حيث يصبح العلم والتكنولوجيا سلاحين استراتيجيين في سباق القوى الكبرى.