كشفت وكالة “بلومبرغ نيوز” نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع في الهند أن نيودلهي تدرس إنشاء احتياطي استراتيجي من المعادن الحرجة والفلزات الحيوية، بهدف استخدامها في حالات الطوارئ، خصوصًا في قطاع التصنيع الدفاعي.
المسؤول، راجيش كومار سينغ, أوضح خلال فعالية إعلامية في العاصمة الهندية أن هذا المخزون سيخصص لتلبية الاحتياجات العاجلة عند الضرورة. مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو تعزيز الجاهزية الوطنية في مواجهة أي اضطرابات مفاجئة في سلاسل الإمداد العالمية.
غياب تعليق رسمي
حتى الآن، لم يصدر مكتب وزير الدفاع الهندي أي تعليق رسمي على ما نشرته الوكالة. كما لم تتمكن “رويترز” من التحقق بشكل مستقل من صحة هذه التقارير. لكنها أشارت إلى أن الخطوة تأتي ضمن توجه استراتيجي أوسع تتبعه نيودلهي لتقوية قدراتها الدفاعية والاقتصادية في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على سلاسل الإمداد.
تنويع بعيدًا عن الصين
تقرير سابق لـ”رويترز” كشف أن الهند تعمل في هدوء على الاستفادة من موارد العناصر الأرضية النادرة في ميانمار. ضمن خطة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الصين كمورد رئيسي لهذه المعادن. وتعد هذه الخطوة محاولة لإعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للإمدادات. خصوصًا أن الصين تهيمن على السوق العالمي وتستخدم هذه السيطرة كأداة ضغط في صراعاتها التجارية مع الولايات المتحدة.
تعاون غير مألوف مع جماعة مسلحة
المصادر نفسها أشارت إلى أن التعاون الهندي مع ميانمار يتضمن شراكة غير اعتيادية مع جماعة مسلحة تعرف باسم “جيش استقلال كاشين”. هذا التعاون يعكس حجم الضغوط التي تواجهها نيودلهي في تأمين احتياجاتها الاستراتيجية، ويكشف في الوقت نفسه عن تعقيدات المشهد الجيوسياسي في آسيا.
قيود صينية متزايدة
يأتي ذلك في وقت فرضت فيه بكين قيودًا صارمة على تصدير العناصر الأرضية النادرة إلى الاقتصادات الكبرى، ومن بينها الهند. هذه السياسة عززت من النفوذ الصيني على الساحة العالمية. ووضعت الدول المنافسة أمام تحديات حقيقية في ضمان استمرار صناعاتها الدفاعية والتكنولوجية.
خطوة استراتيجية في صراع طويل
تحركات الهند نحو بناء احتياطي استراتيجي من المعادن الحرجة تبدو جزءًا من صراع طويل الأمد على النفوذ الاقتصادي والجيوسياسي في المنطقة. فالمعادن الحيوية لم تعد مجرد موارد طبيعية. بل أصبحت عنصرًا حاسمًا في معادلة القوة بين القوى الكبرى.