يصادف الثالث والعشرون من سبتمبر كل عام، اليوم الوطني السعودي الذي يتوج فيه السعوديون مسيرة بطولية من التضحية والعزيمة، قادها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، لتوحيد أجزاء الجزيرة العربية.
هذه المسيرة المظفرة لم تكن مجرد سلسلة من الانتصارات العسكرية، بل كانت مشروعًا وطنيًا طموحًا وضع أساسات دولة حديثة وموحدة.
اليوم الوطني السعودي.. المحطات الرئيسة في مسيرة التوحيد
بدأت رحلة التوحيد باسترداد الرياض في الخامس من شوال عام 1319 هـ (الموافق 15 يناير 1902م)، حيث قاد الملك عبد العزيز معركة بطولية لاستعادة عاصمة أجداده من حكم آل رشيد. كانت هذه الشرارة الأولى التي انطلق منها نور التوحيد، لتتوالى بعدها الفتوحات وتتلاحم الأجزاء المبعثرة.
تلتها معارك حاسمة أدت إلى ضم القصيم عام 1322 هـ (1904م)، ما عزز نفوذ الملك المؤسس في وسط الجزيرة.
عام 1324 هـ (1906م)، جاءت معركة روضة مهنا التي كانت نقطة تحول كبرى. إذ أدت إلى مقتل الأمير عبد العزيز بن متعب آل رشيد، وهو ما أضعف خصومه بشكل كبير ومهد الطريق لانتصارات لاحقة.
وفي عام 1331 هـ (1913م)، نجح الملك عبد العزيز في إنهاء الوجود العثماني بالأحساء، بعد معركة الكوت التي أكدت سيطرته على الساحل الشرقي للبلاد.
واستمرت مسيرة التوحيد بضم عسير عام 1338 هـ (1920م)، ومن ثم سقوط حائل عام 1340 هـ (1921م) وانتهاء حكم آل رشيد في المنطقة.
تعد مرحلة ضم الحجاز من أبرز محطات التوحيد، ففي عام 1343 هـ (1924م)، دخلت القوات السعودية مكة المكرمة. تلتها المدينة المنورة عام 1344 هـ (1925م)، ليتمكن الملك المؤسس من بسط سيطرته على الحرمين الشريفين. ما أعطى شرعية دينية وعمقًا تاريخيًا لمشروعه الوحدوي.
إعلان المملكة العربية السعودية
تكللت جهود الملك عبد العزيز، بإعلان تاريخي في السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351 هـ، الموافق 23 سبتمبر 1932م. بينما صدر مرسوم ملكي يقضي بتغيير اسم الدولة من “مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها” إلى “المملكة العربية السعودية”.
وفي اليوم نفسه، تم الاحتفال بهذا الإنجاز العظيم. ليصبح هذا التاريخ هو اليوم الوطني الذي يحتفل به كل عام.
تظهر هذه المحطات البارزة التحديات الهائلة التي واجهها الملك المؤسس، وعزمه الذي لا يلين على توحيد البلاد. وإرساء دعائم دولة قوية ومستقرة، وهو الإرث الذي يحتفى به اليوم ويعتز به كل مواطن سعودي.