تستعد سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، لصدمة كبيرة مع انتهاء أجل الحافز الضريبي الفيدرالي البالغ 7,500 دولار لمشتري المركبات الكهربائية، اعتبارًا من الأول من أكتوبر المقبل.
هذا الحافز الذي أقرته إدارة “جو بايدن” عام 2022 لدعم انتشار المركبات الصديقة للبيئة. سيتوقف بموجب خطة الإنفاق والضرائب الجديدة التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب. ومع اختفائه، سترتفع الأسعار الفعلية على المستهلكين، ما دفع كثيرين إلى الإسراع بالشراء خلال شهري أغسطس وسبتمبر قبل دخول القرار حيز التنفيذ. وفق “سي إن إن” عربية.
مبيعات مهددة وأسعار غير محسومة
يتوقع محللون أن تتراجع المبيعات بشكل حاد في الربع الأخير من العام، ما سيجبر شركات السيارات على إعادة النظر في استراتيجياتها.
وقد تلجأ الشركات إلى خفض الأسعار أو تقديم تسهيلات تمويلية وحوافز نقدية. إلا أن هذه المكاسب قد لا تعوض المستهلكين عن فقدان الحافز الضريبي كاملًا.
وتشير التجربة السابقة عام 2019، عندما انتهت الحوافز لشركتي تسلا وجنرال موتورز، إلى أن الشركات سارعت آنذاك إلى خفض الأسعار للحفاظ على تنافسيتها.
تباطؤ نمو السوق
بحسب بيانات «مكتب إحصاءات النقل» الأمريكي: ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية عام 2024 بنسبة 7% لتصل إلى 1.6 مليون سيارة. في المقابل، لم يتجاوز نمو النصف الأول من 2025 نسبة 1.5% فقط.
هذا التباطؤ أجبر الشركات على طرح عروض مغرية للتأجير والشراء. فيما يؤكد إيفان دروري، مدير التحليلات في «إدموندز»: «إذا كان بيع السيارات صعبًا بالأسعار الحالية، فسيصبح مستحيلًا بعد فقدان الحافز الضريبي».
ضغط بين الإنتاج والعرض
تراجع الطلب قد يدفع الشركات إلى تقليص الإنتاج لتقليل المعروض، وهو ما قد يخفف من حدة تراجع الأسعار.
لكن خبراء مثل ستيفاني فالديز ستريتي، من «كوكس أوتوموتيف»، يرون أن الشركات ستظل تحت ضغط لتقديم حوافز أو تخفيضات حتى مع تقليص المعروض.
المستهلكون ما زالوا مهتمين
استطلاعات «كوكس» أظهرت أن: 65% من الراغبين في شراء سيارة كهربائية ما زالوا ماضين في خططهم. و20% فقط يفكرون في التحول إلى سيارات هجينة أو تقليدية.
بينما يعود ذلك إلى عوامل مثل: الأداء، وانخفاض تكاليف الوقود والصيانة، والاعتبارات البيئية، التي يراها المستهلكون أكثر أهمية من الدعم الضريبي.
تأثير متفاوت في الطرازات
من الجدير بالذكر أن الحافز لم يكن يشمل جميع السيارات. إذ يستثنى منه الطرازات التي يتجاوز سعرها 80 ألف دولار. مثل الشاحنات الكبيرة والسيارات الفاخرة، ما يجعل تأثير القرار عليها محدود.
أما في آليات البيع، فباستثناء تسلا التي تبيع مباشرة، تعتمد معظم الشركات على الوكلاء، ما يترك السعر النهائي للمستهلك خاضع للتفاوض.
سوق مضطرب في المدى القريب
يرى ديفيد جرين، محلل قطاع السيارات في «Cars.com»، أن السوق الأمريكية ستشهد فترة من الاضطراب بعد اختفاء الحافز. مع ضغوط متباينة على الأسعار والإنتاج، في وقت يتجه فيه القطاع لمواجهة تحديات كبيرة في الحفاظ على النمو.