في أعماق القلوب، تتجلى حكايات الأباء كنجوم ساطعة في سماء الذكريات، قصصٌ تُروى بمداد الوفاء والحب اللامشروط. “بنت أبوها” ليست مجرد عبارة، بل هي عنوانٌ لمَلاحم من العطاء، لسندٍ لا ينكسر، وأمانٍ يحتضن الروح.
الأب هو ذاك العمود الثابت، اليد الشقية التي لا تعرف الكلل، والرأس القلق الذي يحمل هموم الحياة، بينما يفيض قلبه حنانًا ودفئًا لا حدود له. هو المعلم الأول، من يوقظنا لصلاة الفجر، ومن يطمئن قلبه علينا حتى في أحلك الظروف.
كما أنه القوة الدافعة، دفة الأمان، والحضن الدافئ الذي لا يعرف القسوة. كل كلمة شكر أو قصيدة مدح تقف عاجزة أمام عظمة الأب، فهو السند والعكاز، تاج الرأس الذي لا يميل. “بنت أبوها” هي مرآة تعكس وفاءً عميقًا، وفخرًا يتجذر في أعماق الروح، لتعلن للعالم أن للأب مكانة لا تُضاهى، وأن حبه كنز لا يفنى.
بنت أبوها
من زمان كان في حكايات وقصص نسمعها بالساعات
يقولوا فيها عن سند عن سر وأمان عن شخص واقف في مكانه ثابت عمره ما مال
أهو ده أبويا والله اللي مش عارفة اوصفوا بكلام
أبويا يعني إيد شقيانه ورأس من التفكير قلقانة لكن قلبه كله أمان
في نصف الليل يصحينا نصلي القيام .. ياحاج ارتاح انت ونام
وايه اخبارك وحال الدنيا؟
يارب تكون بخير وتمام
يقول يا ولاد دي كلها أيام وخلاص هطلع على المعاش
عمود البيت وكل ما ليا
يا دفا وأمان وحنية
ولما يشوفني يقول يا بنتي انتِ هدية ربنا ليا
على الرغم اني وصفت ياما حاجات كتير وقولت شعر وقولت حكاوي كتير لكن في وصف أبويا وقف عقلي عن التفكير
وقف قدام الكلام شارد وسرحان وكأني مش لاقيه حروف توصف أبويا في الجمال والحنان
انا لو في يوم بكيت
يجري عليا ويقولي اطمني انا جنبك انا جيت
وكأنه عارف إن نقطه ضعفي بعدو عني مقدرش اسيبه ولو هبيع كل الدنيا هو لا يعني لا لا…. تاج راسي وسندي وعكازي انا عمري ما شوفته في يوم قاسي
ايوه ما هو عارف كل إحساسي
سهري معاه بالساعات يحكي حواديت وحكايات
يقول كان في أميرة صغيرة واقفه على باب قصرها ابوها ماسك ايديها دموع الفرحه في عنيها لعريسها بأيدي هوديها
اقوله دي تبقا مين؟!
يقولي انتِ يا نور العين
يخليك لينا يا سيد الناس مكانك تتشال على الراس وايديك كل يوم تتباس
لما يقولوا دي بنت مين
أقول اسمك وأقول ده أبويا اللي تعب علشاني سنين
انت تأمر وانا اقول حاضر آمين
وهفضل ماشية رافعة الراس
وافتخر بيك بين الناس ما انت أبويا واغلى الناس.
بقلم: منة خيري السجاعي

منة خيري السجاعي