هل يقرأ الذكاء الاصطناعي أفكارنا على مواقع التواصل؟ في ظل التطور الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، باتت تساؤلات المستخدمين تتزايد حول مدى قدرة هذه التقنيات على قراءة الأفكار، خاصة عند ملاحظة ظهور محتوى أو إعلانات تتعلق بأمور لم يتم البحث عنها بشكل مباشر.
وعلى الرغم أنه يبدو للبعض أنه تجسس رقمي، فإن الخبراء يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي لا يملك القدرة على قراءة الأفكار بشكل مباشر، وإنما يعتمد على تحليل سلوك المستخدمين، مثل ما يشاهدونه، وما يبحثون عنه، ومدة التفاعل مع المحتوى، ليستنتج اهتماماتهم بدقة شديدة.
يشير البعض إلى احتمالية استخدام بعض التطبيقات للميكروفون دون علم المستخدم، مما يعزز الشكوك بوجود تجسس صوتي، خصوصًا عند الحديث عن منتج معين، وظهوره لاحقًا في الإعلانات. ورغم أن هذه الحالات غير مثبتة دائمًا، إلا أن السماح بصلاحيات الوصول للمايك، والكاميرا قد يفتح الباب أمام استخدامات غير آمنة.
في السياق ذاته، يؤكد مختصون أن الذكاء الاصطناعي ليس أداة اختراق، أو “هاكر” بحد ذاته. وإنما أداة ذكية، قد تُستخدم بشكل سلبي في حال أسيء توظيفها من قبل بعض الجهات أو التطبيقات.
الوعي هو خط الدفاع الأول
أوضح الدكتور أحمد الجندي، خبير أمن المعلومات، أن ما يشعر به البعض من أن أجهزتهم، تعرف ما يفكرون فيه. هو نتيجة تحليل دقيق للبيانات، وليس قراءة أفكار. المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي نفسه. بل في مدى الشفافية التي تتعامل بها التطبيقات مع بيانات المستخدمين. ومدى وعي الناس بإعدادات الخصوصية التي يتركونها مفتوحة.
ينصح الجندي بضرورة مراجعة إعدادات الخصوصية باستمرار، وإلغاء صلاحيات التطبيقات التي لا تحتاج الوصول للميكروفون أو الكاميرا، مؤكدًا أن الوعي الرقمي هو خط الدفاع الأول.
ينصح الخبراء المستخدمين، بمراجعة صلاحيات التطبيقات بشكل دوري، وعدم منح الأذونات غير الضرورية، مثل الميكروفون، أو الكاميرا إلا عند الحاجة، وذلك لحماية الخصوصية، وتقليل فرص التتبع غير المرغوب فيه، مؤكدًا أن “الوعي الرقمي هو خط الدفاع الأول.”
تأثير مباشر على المراهقين والإعلانات
أظهرت دراسات حديثة أن الذكاء الاصطناعي في مواقع التواصل. أصبح يوجّه المحتوى بشكل دقيق لفئات عمرية معينة، وعلى رأسها المراهقين، عبر تحليل ميولهم الرقمية، وسلوكهم اليومي على المنصات المختلفة.
هذا التوجيه قد يؤثر نفسيًا على الشباب، خاصة عندما يتعلق الأمر بصورة الجسد، النجاح، أو أسلوب الحياة “المثالي” الذي تروّج له الخوارزميات، مما يزيد من القلق والتوتر الاجتماعي لديهم.
أما على مستوى سوق الإعلانات، فإن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بكثافة، لتحديد الفئة المستهدفة بدقة. ما أدى إلى زيادة فعالية الإعلانات الرقمية، وتقليل التكاليف الإعلانية مقارنة بالطرق التقليدية.
لكن هذا النجاح التجاري لا يخلو من الجدل، حيث يرى البعض أن الإعلانات أصبحت أكثر. اختراقًا للخصوصية، وتلاعبًا نفسيًا. خاصة عند التعامل مع الفئات الأصغر سنًا.