يواصل جهاز أبوظبي للاستثمار، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم بأصول تقارب تريليون دولار، إعادة تشكيل استراتيجيته الاستثمارية عبر التوسع في استخدام الحسابات المدارة بشكل منفصل لاستثمار مبالغ ضخمة في صناديق التحوط.
وبحسب مصادر مطلعة نقلتها وكالة “بلومبرغ”، ضخ الصندوق خلال العام الحالي ما يقارب 40 مليار دولار في هذا النوع من الحسابات. بزيادة ملحوظة عن العام الماضي، في خطوة تعكس توجهه لتعزيز حضوره في مجال الاستثمارات البديلة.
مرونة أكبر وتحكم مباشر
تعد الحسابات المدارة بشكل منفصل واحدة من الوسائل المفضلة لدى كبار المستثمرين. إذ تمنحهم قدرة مباشرة على إدارة أموالهم داخل صناديق التحوط، مع الحفاظ على ملكية الأصول واستقلالية القرار الاستثماري.
كما تتيح هذه الآلية توظيف السيولة بسرعة وتمنح رسوماً أقل وكفاءة أعلى في استخدام رأس المال. مما جعلها خياراً متزايد الشعبية لدى الصناديق السيادية والمستثمرين المؤسسيين حول العالم.
اتساع القبول العالمي للحسابات المنفصلة
تؤكد تقارير حديثة صادرة عن غولدمان ساكس أن نحو 60% من صناديق التحوط الدولية أصبحت تقدم للمستثمرين هذه الصيغة الاستثمارية. التي توفر شفافية أكبر وقدرة على تطبيق استراتيجيات معقدة دون الاعتماد الكامل على مدير الصندوق.
وتستخدم مؤسسات كبرى مثل ميلينيوم مانغمنت وكيوب ريسيرش آند تكنولوجيز الحسابات المنفصلة كمنصة لتوزيع رأس المال على فرق تداول خارجية، بما يعزز المرونة ويقلل المخاطر التشغيلية.
خطوات توسعية مدروسة
وتأتي هذه التحركات في أعقاب استحواذ الجهاز مطلع العام على حصة أقلية في شركة “إنوكاب” الكندية لإدارة الاستثمارات. التي تعد من أبرز الشركات المتخصصة في تيسير الاستثمارات عبر الحسابات المدارة المنفصلة.
ويبدو أن جهاز أبوظبي للاستثمار يسعى من خلال هذه الخطوات إلى إعادة رسم خريطة استثماراته الدولية، مع التركيز على المرونة، والسرعة في اتخاذ القرار، وتوظيف التكنولوجيا في إدارة الأصول. بما يعزز مكانته بين أكثر الصناديق السيادية تأثيراً في الاقتصاد العالمي.