في خطوة تعكس تنامي العلاقات الاقتصادية والسياحية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية. أعلنت خطوط جنوب الصين الجوية عن تدشين مسار جديد لرحلاتها يربط مدينة غوانزو الصينية بالعاصمة السعودية الرياض. اعتبارًا من سبتمبر (أيلول) المقبل، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا. ما يضيف أكثر من 86 ألف مقعد سنويًا على هذا الخط الحيوي.
ويأتي هذا التوسع في إطار شراكة استراتيجية تجمع الشركة الصينية مع برنامج الربط الجوي والهيئة السعودية للسياحة ومطارات الرياض. ويعكس الاستجابة الفاعلة للطلب المتزايد على الرحلات بين البلدين. لاسيما في ظل النجاح الكبير الذي سجلته الرحلات المباشرة من الرياض إلى مدينة شنغن الصينية. التي أُطلقت مؤخرًا عبر نفس الخطوط.
ويمثل افتتاح هذا المسار الجديد تطورًا نوعيًا في جهود تسهيل التبادل السياحي والثقافي والتجاري بين المملكة والصين. خاصة مع تزايد الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. من الاستثمار إلى السياحة، وصولًا إلى الطاقة والتكنولوجيا.
استحداث وجهات دولية جديدة
ويعزز هذا التعاون من موقع برنامج الربط الجوي كمُمكن رئيسي ضمن الإستراتيجية الوطنية للسياحة في المملكة. حيث يضطلع البرنامج بدور محوري في تطوير شبكة المسارات الجوية عبر استحداث وجهات دولية جديدة. وربطها بالسوق السعودي، بهدف دعم قطاع السياحة وتنويع مصادر الاقتصاد. انسجامًا مع مستهدفات “رؤية السعودية 2030”.
ويكثف البرنامج من جهوده لبناء شراكات فاعلة بين القطاعين العام والخاص ضمن منظومتي الطيران والسياحة. في مسعى لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للنقل الجوي. ووجهة سياحية جاذبة على مدار العام، بفضل ما تمتلكه من مقومات طبيعية وثقافية وتراثية.
من جانبهم، رحب خبراء السياحة والطيران بهذه الخطوة، مؤكدين أنها تفتح آفاقًا جديدة للتنقل بين المملكة والصين. وتسهم في تعميق العلاقات الثنائية على المستوى الشعبي. كما أنها تؤكد على الجاذبية المتزايدة للرياض كوجهة سياحية واستثمارية في منطقة الخليج.
تسجل السعودية وجمهورية الصين محطة إضافية في مسار التقارب والتعاون المتسارع
الجدير بالذكر أن خطوط جنوب الصين تعد واحدة من كبرى شركات الطيران في آسيا. وتواصل تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط عبر استراتيجيات توسع مدروسة تستهدف أسواقًا ذات نمو واعد مثل السوق السعودي. الذي بات يحظى باهتمام متزايد من شركات الطيران العالمية.
وبإطلاق هذا المسار الجديد، تسجل العلاقات السعودية – الصينية محطة إضافية في مسار التقارب والتعاون المتسارع. مدفوعة برغبة مشتركة في تعزيز الانفتاح، ودفع حركة السياحة. وزيادة فرص التبادل الاقتصادي والثقافي بين الشعبين الصديقين.