تتزايد المخاوف بشأن احتمالية تشكل فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي، لكن العديد من المستثمرين ما زالوا يتجاهلون هذه التحذيرات في سعيهم نحو تحقيق عوائد أكبر.
فقد كشف أحدث استطلاع لبنك أوف أمريكا أن فقاعة الذكاء الاصطناعي أصبحت الخطر الأكبر الذي يهدد الأسواق العالمية، وفقًا لآراء 166 مدير صندوق يديرون أصولًا تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار.
قطاع الذكاء الاصطناعي الخطر الأول على الأسواق
أشار ثلث المشاركين في الاستطلاع إلى فقاعة أسهم الذكاء الاصطناعي كأكبر تهديد للأسواق، في ارتفاع واضح عن نسبة الشهر السابق التي بلغت 10%. وللمرة الأولى في تاريخ الاستطلاع، تصدرت فقاعة الذكاء الاصطناعي قائمة المخاطر المؤثرة على الأسواق. وفقًا لما ذكرته “العربية”.
تحذيرات من تضخم التقييمات
مع تدفق رؤوس الأموال إلى شركات الذكاء الاصطناعي، شهدت الأسهم ارتفاعات ملحوظة هذا العام. إلا أن مؤسسات مالية وشخصيات اقتصادية بارزة بدأت تصدر تحذيرات من مبالغة في تقييم أسعار هذه الأسهم.
وأظهر الاستطلاع أن أكثر من نصف مديري الصناديق يعتقدون أن أسهم الذكاء الاصطناعي في فقاعة فعلية، بينما يرى 60% أن الأسهم العالمية مبالغ في قيمتها.
تفاؤل المستثمرين يتغلب على المخاوف
رغم المخاطر، لم تفقد الأسواق روحها المتفائلة. وأشار استراتيجيو بنك أوف أمريكا إلى أن المستثمرين ما زالوا يرون أن العوائد المحتملة تفوق المخاطر. وأصبحت الأسواق الناشئة المنطقة المفضلة للمستثمرين في أكتوبر، بينما واصل مديرو الصناديق تفضيلهم للأسهم الأوروبية، خصوصًا في قطاع البنوك.
تكنولوجيا تحدد ملامح العصر
يرى محللون أن الذكاء الاصطناعي يمثل تقنية تغير قواعد اللعبة الاقتصادية. وقال أحد كبار مديري المحافظ في “فيدريتد هيرمس” إن ارتفاع أسعار الأسهم مدفوع بالمشاعر أكثر من الأساسيات الاقتصادية.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي هو “قصة مقنعة”، لكن لا يمكن تجاهل العوامل الأساسية والتقييمات لفترة طويلة.
فرص ومخاطر في الأفق
ورغم تفاؤل المستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل، يحذر الخبراء من أن الإنفاق الرأسمالي الكبير والعوائد غير المؤكدة يجعلان السوق عرضة لتقلبات مفاجئة.
وأشارت فيكتوريا فرنانديز من “كروس مارك غلوبال إنفستمنتس” إلى أن الفقاعة قد تتشكل قريبًا، لكنها لم تحدث فعلًا بعد، موضحة أن الشركات لا تزال قادرة على دعم تقييماتها بفضل تدفقات نقدية قوية وأرباح مستقرة.