تستعد الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لاستضافة أكبر نسخة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، لكن أسعار التذاكر المرتفعة أثارت غضب الملايين من المشجعين حول العالم.
فقد تجاوزت تذاكر المباراة النهائية 6,300 دولار، بينما وصل بعضها في سوق إعادة البيع إلى أكثر من 25 ألف دولار. لتتحول البطولة من «لعبة الفقراء» إلى ما يشبه «بطولة الأثرياء».
نظام تسعير ديناميكي مثير للجدل
أعلنت «فيفا» عن تطبيق نظام التسعير الديناميكي لأول مرة في تاريخ المونديال، وهو نظام يحدد قيمة التذاكر حسب حجم الطلب الفعلي.
تبدأ أسعار دور المجموعات من 60 دولار.
المقاعد المميزة في النهائي تصل إلى 6,730 دولاراً، مقارنة بسقف أقصى بلغ 1,607 دولارات في نهائي قطر 2022.
هذا النظام، المألوف في الطيران والمباريات المحلية الأمريكية، أثار استياء جماهير أوروبا وأمريكا الجنوبية.
مقامرة المشجعين
تباع التذاكر قبل اكتمال جدول المباريات، ما يجعل المشجعين يشترون دون معرفة هوية الفرق المتنافسة.
تذكرة بـ400 دولار قد تمنح مقعدًا في مباراة قمة، أو مواجهة باهتة بين منتخبات متواضعة.
ورغم هذا الغموض، يسارع كثيرون إلى الشراء، خاصة مع احتمالية أن تكون بطولة 2026 آخر ظهور للنجم ليونيل ميسي في المونديال.
دفاع فيفا: الحضور أولاً
رئيس الفيفا جياني إنفانتينو دافع عن النظام الجديد، مؤكدًا أن الهدف هو ملء الملاعب وإتاحة فرص أكبر للجماهير.
وأشار إلى تجربة كأس العالم للأندية 2023 في أمريكا، حيث انخفض سعر تذاكر نصف النهائي من 474 دولار إلى 13 دولار فقط.
لكن جماعات المشجعين ترى أن هذا يضر بمن اشتروا مبكر بأسعار مرتفعة.
منصة إعادة بيع بلا قيود
أطلقت «فيفا» منصة رسمية لإعادة بيع التذاكر، لكنها ألغت السقف السعري، ما سمح للمشجعين في أمريكا وكندا ببيعها دون حدود.
«فيفا» تحصل على 15% من كل عملية بيع من الطرفين (30% من الصفقة كاملة)، مقابل نحو 10% فقط في النسخ السابقة.
المنظمة بررت القرار بأنه يتماشى مع ممارسات السوق في أمريكا الشمالية، مع استهداف إيرادات قدرها 13 مليار دولار لدورة 2023-2026.
جدل اقتصادي
بعض الاقتصاديين يرون النظام منطقيًا لتخصيص المقاعد في حدث عالمي محدود العرض وكثيف الطلب.
لكنهم أقروا بأن التفاوت الكبير في الأسعار يجعل الوصول إلى المدرجات غير عادل للجماهير محدودة الدخل.
حملة سياسية ضد جشع فيفا
في نيويورك، قاد السياسي زهران ممداني حملة بعنوان Game Over Greed، مطالبًا بإنهاء التسعير الديناميكي وإعادة فرض سقف على إعادة البيع. مع تخصيص 15% من التذاكر للسكان المحليين بأسعار مخفضة.
وقال: «أكبر حدث رياضي في العالم سيُقام في باحتنا، لكن معظم سكان نيويورك لن يتمكنوا من مشاهدته مباشرة بسبب الأسعار الفلكية».
معادلة صعبة بين الإيرادات والجماهير
رغم الاحتجاجات الشعبية والسياسية، أكدت «فيفا» أنها ماضية في تطبيق النظام الجديد.
وقال هايمو شيرغي، مدير عمليات «فيفا 2026»: «نحاول التوازن بين الإيرادات والحضور الجماهيري.. إنها معادلة دقيقة تتطلب إدارة عوامل كثيرة في وقت واحد».