توقعت شركة كبلر لتحليلات بيانات النفط أن يشهد الطلب العالمي على المنتجات النفطية زيادة قدرها 0.84 مليون برميل يوميًا بنهاية عام 2025، على أن يرتفع بمعدل 0.88 مليون برميل يوميًا في عام 2026.
ورغم هذا النمو، تشير التوقعات إلى تباطؤ في الاقتصادات الكبرى نتيجة تراجع ثقة المستهلكين واستمرار التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، ما يجعل احتمالات حدوث انتعاش قوي غير مرجحة.
استقرار نسبي في الشرق الأوسط حتى 2026
أشارت كبلر إلى أن الطلب على المنتجات النفطية في الشرق الأوسط سيواصل النمو بثبات خلال 2025 و2026. مع عدم توقع انخفاضات كبيرة في استهلاك زيت الوقود قبل عام 2027. وهو الموعد الذي تبدأ فيه أهداف التحول في الطاقة ضمن رؤية السعودية 2030 بالتحقق. والتي تهدف إلى مزيج طاقة يتكون من 50% مصادر متجددة و50% غاز طبيعي.
أوروبا: ضغط على المنتجات الخفيفة وتراجع هوامش التكسير
في حين تتوقع الشركة استمرار الضغط على الطلب الأوروبي بفعل ضعف هوامش التكسير بالبخار وارتفاع تكاليف الطاقة. حيث من المرجح أن يؤدي إغلاق وحدات التكسير في إيطاليا إلى انكماش حاد في الطلب على النافثا هذا العام.
في المقابل، سيعوض ارتفاع استهلاك البنزين ووقود الطائرات مدعومًا بالمبيعات القوية للسيارات الهجينة والبنزينية بعض التراجعات في النافثا وزيت الوقود.
وتتوقع كبلر أن يعود الطلب على الديزل في أوروبا إلى الانخفاض الهيكلي بحلول 2026 بعد ارتفاع مؤقت في 2025 نتيجة استبدال زيت الوقود بموجب اتفاقية الشراكة الاقتصادية المتوسطية الجديدة.
آسيا: فائض الطاقة الإنتاجية والضغوط الهيكلية
ترى الشركة أن الطلب على المنتجات النفطية في آسيا سيظل في اتجاه هبوطي بفعل فائض الطاقة الإنتاجية الناجم عن التوسع البتروكيماوي في الصين. إضافة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وشيخوخة السكان، وتحسن كفاءة المركبات.
ومن المتوقع أن تسجل الصين انخفاضاً في إجمالي الطلب هذا العام. مع استمرار تراجع الطلب على غاز البترول المسال بسبب التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. وانخفاض استهلاك البنزين بفعل التوسع في السيارات الكهربائية. إضافة إلى ضغوط مماثلة على الديزل من استخدام الغاز الطبيعي المسال والشاحنات الكهربائية.
إفريقيا: نمو مدعوم بالبنية التحتية واتفاقيات الطاقة
في حين توقعت كبلر أن يشهد الطلب على المنتجات النفطية في إفريقيا نموًا قويًا، مدفوعًا بزيادة استهلاك الديزل وغاز البترول المسال، بدعم من التوسع الصناعي وتطوير البنية التحتية.
مع ذلك، من المرجح أن يحد عام 2026 من هذا النمو نتيجة تراجع الطلب المصري على زيت الوقود مع بدء تشغيل وحدات التغويز العائمة (FSRUs).
وكانت مصر قد بدأت في استيراد الغاز المسال منذ أبريل 2024 لتلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في قطاع الكهرباء والحد من الانقطاعات. ووسعت عمليات الاستيراد مطلع 2025 عبر التعاقد على أربع وحدات تغويز جديدة.
أمريكا الشمالية: نمو في غاز البترول المسال والطيران
في حين توقعت الشركة أن يقود غاز البترول المسال نمو الطلب في أمريكا الشمالية خلال 2025. بزيادة 110 آلاف برميل يوميًا مدفوعة بارتفاع الطلب على التدفئة في الربع الأول. كما سيرتفع الطلب على وقود الطائرات (الكيروسين) بمقدار 60 ألف برميل يوميًا بدعم من تباطؤ تجديد أساطيل الطائرات واستمرار نمو حركة النقل الجوي.
إلا أن التعريفات الجمركية الأمريكية ستضغط على نشاط الشحن، ما يحد من مكاسب الديزل. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يظل الطلب الإجمالي على المنتجات النفطية ثابتًا في 2026 قبل أن يدخل في مسار هبوطي عام 2027.