شهدت أسهم شركة لايناس للمعادن النادرة الأسترالية ارتفاعاً حاداً اليوم الخميس، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين.
وذلك في ظل تحذيرات أطلقتها شركات صناعة السيارات العالمية من تداعيات القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة، والتي قد تتسبب في تعطل سلاسل الإنتاج.
وتعد لايناس أكبر منتج للعناصر الأرضية النادرة خارج الصين.
ما يجعلها في موقع استراتيجي للاستفادة من القلق العالمي المتزايد بشأن استقرار الإمدادات.
وارتفعت أسهم الشركة بواقع 11.8 % لتصل إلى 9.2 دولار أسترالي، وهو أعلى سعر تسجله منذ 8 فبراير 2023، وأكبر مكسب يومي لها منذ أكتوبر 2023.
وقالت هيبي تشن، المحللة في فانتج ماركتس لوكالة رويترز، صعود سهم لايناس يعكس بشكل واضح عاملين رئيسيين؛ تصاعد التوترات الجيوسياسية والطلب المتزايد على التكنولوجيا النظيفة.
ومع تشديد الصين قيود تصدير المعادن النادرة يرى المستثمرون في لايناس وسيلة تحوط استراتيجية.
قيود صينية تربك الصناعات العالمية
تنتج الصين نحو 90 % من إجمالي المعادن النادرة في العالم، وهي مواد حيوية تستخدم في الصناعات العسكرية، والسيارات الكهربائية، والطاقة النظيفة، والإلكترونيات المتقدمة.
وقد فرضت بكين في أبريل قيود على تصدير هذه العناصر، رد على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أثار هذا التحرك قلق واسع، لا سيما في أوروبا، إذ حذرت شركات تصنيع سيارات ألمانية من أن القيود الصينية تشكل تهديد مباشر للإنتاج والاقتصادات المحلية.
وأكدت رابطة موردي السيارات الأوروبية أن بعض خطوط الإنتاج توقفت بعد نفاد الإمدادات.
بينما أفادت مرسيدس بنز بأنها تجري محادثات مع الموردين لبناء مخزونات احتياطية لمواجهة خطر انقطاع التوريد.
ورغم أن العناصر الأرضية النادرة ليست نادرة من حيث الوفرة الجيولوجية.
فإن الصين تهيمن على عمليات التكرير المعقدة والصعبة بيئيًا، ما يمنحها نفوذ كبير على السوق العالمي.
أما الولايات المتحدة فلا تمتلك سوى منجم واحد نشط للعناصر النادرة.
وترسل معظم إنتاجه إلى الصين للمعالجة، وهو ما يبرز أهمية دعم شركات مثل لايناس خارج إطار النفوذ الصيني.