في وقت تترقب فيه الأسواق المالية العالمية مسار الأسهم الأمريكية وسط موجة تقلبات متزايدة، خرجت خبيرة الاستثمار الأمريكية ماري آن بارتلز، كبيرة الاستراتيجيين في شركة Sanctuary Wealth، بتوقعات لافتة، مؤكدة أن مؤشر S&P 500 قد يلامس مستوى 7,000 نقطة قبل نهاية 2025، ويواصل تقدمه إلى 7,200 نقطة مع بداية 2026. وفقاً لما ذكرته “العربية”.
لكنها لم تخف في الوقت نفسه احتمال حدوث تصحيح مؤقت في الأسواق، قد يتراوح بين 5 و10%. نتيجة ضغوط أسعار الفائدة المرتفعة بفعل بيانات اقتصادية قوية وغير متوقعة، وعلى رأسها أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
بين التشبع الشرائي والفرص الاستثمارية
بارتلز أوضحت أن الأسواق وصلت إلى مستويات تشبع شرائي. في حين أن أسعار الفائدة تبدو في حالة تشبع بيعي. هذا التباين بحسب تقديرها يفتح الباب أمام تراجع قصير الأمد، لكنه في رأيها ليس مدعاة للقلق، بل فرصة للشراء وتعزيز المراكز الاستثمارية.
أكتوبر.. محطة تاريخية للمستثمرين
وأشارت بارتلز إلى أن شهر أكتوبر غالباً ما يمثل منعطفاً تاريخياً للأسواق، إذ يتيح فرصاً مغرية بفعل انخفاض الأسعار. وأكدت أن الأرباح القوية للشركات، خصوصاً في قطاعي التكنولوجيا والاتصالات، ستظل بمثابة الوقود الأساسي لموجة الصعود المقبلة. مدعومة بزخم الذكاء الاصطناعي الذي لا يزال يحافظ على جاذبيته.

الأسواق المالية العالمية
السيولة الضخمة في انتظار الدخول
فيما يتعلق بخطط المستثمرين، نصحت بارتلز بعدم البيع في المرحلة الحالية، لافتة إلى أن حجم السيولة المحتجزة خارج السوق الأمريكية يتجاوز تريليونات الدولارات في صناديق النقد. وأطلقت على هذه الأموال وصف “جبل المال”. مشيرة إلى أنها قد تتحول في أي لحظة إلى قوة دفع هائلة إذا تدفقت إلى السوق.
التكنولوجيا وأشباه الموصلات في الصدارة
بارتلز شددت على أن شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل، ميتا، نتفليكس، أمازون وتسلا تظل اللاعب الأكبر في قيادة المؤشر. لكنها لفتت إلى أن أشباه الموصلات تمثل القاطرة الحقيقية للسوق في المرحلة الراهنة، مؤكدة أنه لا يوجد قطاع آخر قادر على أخذ زمام المبادرة.
أما الشركات الصغيرة، فرغم تحقيقها مكاسب قياسية، إلا أنها لا تملك القوة الربحية الكافية لقيادة الاتجاه العام، غير أن اتساع قاعدة السوق يعد مؤشراً إيجابياً للمستقبل.
أسهم ومعادن مفضلة
وعن اختياراتها الاستثمارية، وضعت بارتلز سهم ألفابيت (جوجل) في صدارة قائمتها. مشيرة إلى أن تجاوز الشركة لإحدى القضايا الاحتكارية الأميركية عزز ثقة المستثمرين، وأضافت أن لدى غوغل أذرعاً واعدة مثل YouTube وWaymo لم تستغل بعد بالكامل.
كما سلطت الضوء على الفضة باعتبارها فرصة استثمارية جذابة، واصفة إياها بـ “ذهب الفقراء”. مؤكدة أنها خيار بديل لمن فاته الاستثمار في الذهب. ولم تخف اهتمامها بأسهم شركات تعدين الذهب الصغيرة، معتبرة أن الزخم الحقيقي في قطاع المعادن النفيسة يتجسد حالياً في هذه الشركات، وأشارت إلى صندوق GDXJ كأحد أبرز أدوات الاستثمار في هذا المجال.