أعلنت لجنة نوبل النرويجية اليوم فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية، ماريا كورينا ماتشادو، بجائزة نوبل للسلام لعام 2025. وجاء التكريم تقديراً لـ “دورها في الدفاع عن الحريات السياسية وسعيها المستمر لتحقيق انتقال ديمقراطي” في بلدها الذي يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة.
بهذا الاختيار، وجّهت اللجنة رسالة دولية مدوية بأنها تفضّل تكريم النضال السلمي الحقيقي في مواجهة الأنظمة السلطوية، متجاهلةً التوقعات الإعلامية الواسعة التي كانت ترجّح فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكان ترامب قد كرّر مراراً أنه “الأجدر” بالجائزة عقب دوره المعلن في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقالت اللجنة في بيانها: “حين يستولي المستبدون على السلطة، يصبح من الضروري تكريم المدافعين الشجعان عن الحرية الذين ينهضون ويقاومون”.
نوبل للسلام 2025 رسالة من أوسلو.. تكريم نضال الشعوب
يأتي اختيار فنزويلا، التي تشهد سنوات من التضييق على المعارضة واتهامات دولية بانتهاك حقوق الإنسان، ليعكس رغبة لجنة نوبل في تسليط الضوء على صوت المعارضة المدنية في وقت يزداد فيه القمع والانقسامات السياسية حول العالم.
وبفوز ماتشادو، تكون لجنة نوبل قد أكدت أن الجائزة لا تمنح فقط للسلام بين الدول، بل أيضاً لـ “السلام داخل المجتمعات المنهكة من الاستبداد”، وأن صوت الديمقراطية لا يُقمع مهما طال القهر.
وتبلغ قيمة الجائزة نحو 11 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل 1.2 مليون دولار أميركي. ومن المقرر أن يجري تسليم الجائزة في العاصمة النرويجية أوسلو يوم 10 ديسمبر المقبل، تزامناً مع ذكرى وفاة مؤسس الجوائز ألفريد نوبل.
تحول في نهج “نوبل”: من الزعماء إلى المناضلين
ويأتي هذا الاختيار ليؤكد تغيّر نهج لجنة نوبل خلال العقود الأخيرة، بينما تحولت الجائزة من تكريم للزعماء السياسيين إلى منصة. تضيء نضال الشعوب وصمودها في وجه القمع، من خلال تكريم المناضلين من أجل الديمقراطية وحقوق المرأة وحرية الصحافة.
ومنذ تأسيس جائزة نوبل للسلام عام 1901، تصدّرت الولايات المتحدة المشهد بـ 23 فائزاً، ما يعكس ثقلها السياسي والدبلوماسي. في المقابل، حافظت أوروبا على حضور قوي، بينما كان حضور دول الجنوب العالمي – التي تضم تونس وكينيا. وفنزويلا وفلسطين – رمزياً لكنه مؤثّر، حاملاً رسائل عن المقاومة السلمية والتحولات الديمقراطية. كما نالت المنظمات الدولية كالأمم المتحدة. وهيئاتها عشر جوائز بفضل جهودها الإغاثية والوساطة.
يعد فوز ماتشادو حدثاً لافتاً في لحظة حرجة تمر بها فنزويلا، ويُمثل دعماً دولياً قوياً للمطالب الديمقراطية في المنطقة.